على الرغم من فقدان فريقي الاتحاد والأهلي للسواد الأعظم من البطولات والألقاب في الموسم الجاري إلا أن المولى عز وجل عوضهما ببطولتين في وقت واحد ليتنافسا عليهما بحثا عن إنقاذ موسمهما الرياضي والتحضير للعمل الجاد في الموسم المقبل. مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين بطولتان في جسد بطولة واحدة.. البطولة الأولى تتمثل في حضور ملك الإنسانية لمصافحة أبنائه الأبطال وتتويجهم ما يعني أن الفريقين فائزان في كلتا الحالتين والبطولة الثانية الحصول على أغلى ألقاب الموسم. وبين الاتحاد والأهلي.. أو الأهلي والاتحاد.. تتراقص الأمنيات.. وتتباين الطموحات بحثا عن إرواء عطش الجماهير المتلهفة لمنصة الذهب وإطفاء لهيب جفاف الموسم الخالي من الإنجازات. وعلى الرغم من تميز الاتحاد وقوته ومستوياته المتصاعدة إلا أن الحاجة الأهلاوية الماسة لتحقيق الكأس قد تسير بالأمور إلى اتجاه مغاير لتوقعات الغالبية العظمى من المتابعين والنقاد والمحللين الذين ركنوا إلى أن الاتحاد سيكون الأقرب لحصد الذهب. أقول هنا حاجة الأهلي الماسة لأن تحقيق لقب كأس خادم الحرمين الشريفين سيقوده إلى آفاق أوسع حيث سينقله إلى ساحة الصراع الآسيوي في دوري الأبطال بعد أن كان الفريق خارج الحسابات كليا. وفي نظري الشخصي أعتقد أن البطولة تتجه إلى الأهلي عطفا على مساندة الحظ له طوال الفترة الماضية إلى جانب تميز بعض عناصره المؤثرين الذين ساهموا في تحقيق بعض النتائج الإيجابية. الفريق الأولمبي يقود الكبار إلى صراع الأبطال.. وخطأ شبابي يقفز بالفريق إلى الدور نصف النهائي.. وخبرة صغار الوحدة تخذلهم للحفاظ على تفوقهم في موقعة الشرائع أمور جميعها ساهمت في صحوة أهلاوية خلال موقعة الإياب في جدة جعلت صاحب الأرض يتخم شباك ضيوفه بسيل من الأهداف. أما الاتحاد فقد أسقط النصر ب«تعادلين».. ثم قسا على الهلال بالثلاثة في عقر داره قبل أن يقتنع بأن مستواه يفوق خصمه ويتراجع في أدائه في موقعة الرد التي كاد يخسرها. زبدة الكلام... من يحترم كرة القدم ويحترم خصمه ويعطي كل ما في جعبته بعيدا عن أي «فلسفة» سيصعد إلى المنصة طالما عمل بالأسباب وكانت المواجهة مكتوبة له.. أما إذا عاندت الظروف ووقف الحظ عاثرا فيكفي الفريق صاحب الأداء القوي فخرا أن يكون قد كسب احترام جماهير ناديه.