عندما سئل اللاعب الشهير رونالدو عن أجمل نساء العالم برأيه أجاب: إنهن البرازيليات! ولا تعتبر إجابة اللاعب متحيزة لبنات بلده، لأنها تنطبق أيضا مع شهادة لرجال من مختلف أقطار العالم وقعوا في غرام نساء لاتينيات، وهو سر تحاول الأمريكيات في مواقع النت فهمه، إذ يصفن مشاعر القلق التي تكتنفهن من سحب البساط من تحت أقدامهن! وقد بالغ البعض بإجابات تأويلية عن ميزاتهن الجسدية. ومع إقرارنا أن هذا التضخيم ينبع من الطبيعة البشرية، فالإنسان يتأثر بأذواق ورغبات الآخرين وينجذب نحو الشخص المرغوب من الجميع. فإننا لا نبخس اللاتينيات شيئا من الواقع، عن النشأة التي تحكم بيئتهن وتشكل بدورها طبائعهن، ففي تقليد قديم مارسه السكان الأصليون في جنوب شرق أمريكا وشمال المكسيك يدفن الحبل السري للفتاة المولودة حديثا تحت المنزل حتى لا تغادره أبدا ولا تنحرف عن الواجبات المنزلية في سعي لتقديس الرجل، وهكذا تنشأ اللاتينية لا تجادل، ولا تعارض ولا تخاصم، مما يعزز كبرياء الرجل ويشعره برجولته. وفي المقابل، تتربى الأمريكية على أنها مكافئة للرجل على المستويين المادي والمعنوي، وأنها المرأة العصرية والمستقلة التي تحمل روح التحدي وتسعى للكمال في تحقيق أهدافها، مما يورث لدى الرجل شكوكا بقدرتها على نيل رضاه وقدرتها على كسبه. هذا الضعف الناعم الذي تتحلى به اللاتينية غاب عن ذهن الكثيرات من ضمنهن العربيات اللاتي أحببن الدخول في النضال البوفواري في نيل الحقوق النسوية ما جعل منهن نساء «المرأة السوبرمان» التي أرغمت على فعل كل شيء من المهام في المنزل وخارجه، واضطرهن الأمر إلى تقديم الدورين، ما أفقد الرجل إحساسه برجولته، في مسعاه للبحث عن المرأة التي تساعده على إثبات ذاته ليس كرئيس لشركة أو تاجر أو سياسي أو صحافي، بل كشخص له مبادئه وثقافته، تضخم فيه حجم «الأنا» لأنه لا يزال الطفل الكبير الذي يبحث عن الدفء والحنان والملعب الذي يكون فيه هو الهدف الوحيد. الباحثة الأمريكية انا وانيلز بينت الأخطاء التي تقع فيها الزوجات، أنهن يحولن أزواجهن بمرور الوقت إلى مجرد وزير مالية مهمته تسديد الفواتير، حيث تقوم الزوجة دون أن تدري بتقليص دور زوجها وتنتزع منه سلطانه وتحد من طموحاته، وتقف أمام رغباته وحريته. وتستطيع المرأة في أي بلد صياغة هويتها الخاصة بها، والتي تضفي عليها خصوصية لن تتوافر بأي امرأة أخرى، وعلى سبيل المثال كانت بريجيت باردو، التي تعد رمزا للأنوثة، تطلب من زوجها قبل كل سفرة من سفراته أن يصورها عدة صور، كانت تريد منه أن يحمل معه وجهها وابتسامتها وجسدها! وتستطيع المرأة العربية أن تتفوق بما حباها الله من دهاء فطري وأصالة، فقد لفحتها شمس الصحراء اللاهبة، وجففتها رياح الخماسين، ترى في عينيها سهوب الجزيرة، وشموخ المآذن، وقلاع الأمويين، وشهد لها شاعر العشق والغزل فقال: «لم أدخل في علاقة عشق جدية مع أية امرأة أجنبية، كنت أشعر بأنه زواج من كتاب مكتوب بالهيروغليفية، وأن زوج الأجنبية يبقى طوال عمره يشغل وظيفة ترجمان! أنا لا أستطيع بحكم تكويني أن أحب امرأة لا أشم فيها رائحة النعناع والزعتر البري والحبق والفل، التي تملأ حقول بلادي! فوزية الخليوي * كاتبة وروائية