هل مقاييس التفوق الفني في كرتنا مختلة.. وما الأسباب؟ معظم معطيات الفرق المتباينة في الأداء الفني والنتائجي طوال الموسم تؤكد الإجابة ب «نعم». الحزم من دون فرق دوري المحترفين كان ثابتا على مقياس الهزائم وأول الضامنين للهبوط والخروج المبكر من كأس ولي العهد. أما بقية الفرق ال 13 فكانت مؤشراتها الفنية ونتائجها لا يمكن توقعها. ففريق مثل الوحدة الذي كان مهددا بالهبوط للدوري حينها استطاع الوصول إلى نهائي كأس ولي العهد. وكرر قفزاته الفنية والنتائجية باقتحام دور الأربعة في «كأس الأبطال» بعد تخطيه الاتفاق وبفريق معظمه من لاعبي الأولمبي ومدرب طوارئ دون لاعبين محترفين ووسط ظروف نفسية سيئة عقب القرار الذي تسبب في هبوطه للدرجة الأولى أيضا أحرج الأهلي في الذهاب. وبعد غد ربما يصنع المفاجأة ويتأهل إلى النهائي ليدخل دائرة الغرائب والعجائب في كرتنا وربما على مستوى العالم. وفي القمة انهارت نموذجية الفريق الهلالي بطل الدوري بفارق نقطي كبير قبل أسابيع من نهايته.. والمتوج بكأس ولي العهد.. والفريق الذي لم يخسر أي مباراة. كل ذلك تلاشى على يد منافسه اللدود الفريق الاتحادي الذي استعاد شيئا من بريقه ونتائجه اللافتة على أقوى منافسيه. بعد تولي المدرب البلجيكي ديمتري دفة قيادته، عقب تجربتين فاشلتين للفريق مع البرتغاليين مانويل جوزيه وأوليفيرا.. اللذين قاداه إلى أكبر رقم قياسي في التعادلات «الأول» وخرج من كأس ولي العهد مبكرا على يد «الثاني» بعد نتائج مربكة في الدوري.. فذهب الهلال المستقر والأفضل عناصر احترافية وضخا ماليا ضحية صحوة النمور بإخراجه من دوري أبطال آسيا في دور ال 16.. والقضاء على مساحة كبيرة من آماله في كأس الأبطال بعد دكه لمرماه بثلاثية على أرضه وبين جماهيره. حتى الشباب المدجج باللاعبين المحليين والمحترفين والمصروف عليه ببذخ بالكاد لحق بالمركز الرابع في الدوري وخرج من كأس ولي العهد وفقد الاستمرار بكأس الأبطال بخطأ إداري. وقس على ذلك الاتفاق ثالث الدوري.. الذي ترنح سريعا في كلتا الكأسين وغادرهما بطريقة مثيرة على يد الوحدة. والنصر الذي غير ثلاثة أجهزة فنية لا تعرف متى يفوز أو حتى يقدم أداء مرضيا لجماهيره فخرج صفر اليدين في جميع البطولات. وذاك الأهلي الذي ضخ أكبر ميزانية في تاريخه قبع في مركز لا يليق بما ضخه ولا بتاريخه وإمكانيات لاعبيه ويعلق أمله في الموسم بمباراة الأحد أمام الوحدة. ولو مررت على بقية الفرق لأيقنت أن فرقنا فنيا مثل فقاعة الصابون تحكمها الظروف النفسية غالبا.. وليس الاحترافية في الجوانب الفنية والإدارية معا.