حتى نحكم على (دورينا) بطريقة علمية بعيدة عن العاطفة والمجاملة ، فإن أول ما يجب أن نعترف به ، أن دوري هذا الموسم جاء ضعيفاً من الناحية الفنية والمتابعة الجماهيرية ، وفقد الإثارة التي كان يتميز بها على كثير من الدوريات العربية . ولولا أن فرق المقدمة باستثناء الهلال ، أمنت مواقعها منذ القسم الأول ، لكنا رأينا الفيصلي في مكان الاتحاد ، والتعاون في مركز النصر ، والفتح يزيح الشباب إلى مراكز الوسط ، وهذا يعني أن فرق الوسط تتطور ، وفرق المقدمة ب (عافية شوية) على رأي إخواننا المصريين . وما بين مراكز الصدارة وطموح المزاحمة ، يبقى فريق يحمل التاريخ في سجلات كرة القدم السعودية ، وهو الأهلي الذي يشارك بلا هدف منذ أكثر من عشرة مواسم وتزيد ، فهو غير قادر على المنافسة ، ومتنازل عنها برغبة أهله ، لكنه متمسك بمنطقة (الدفء) ، رافعاً شعار (لا للهبوط مهما كلف الأمر) . والتاريخ الذي أتحدث عنه ، يحفظ لهذا النادي الكبير شموخه وهيبته وكبرياءه التي أضاعتها إدارات الأهلي ، ومعهم الكثير ممن ينتسبون لهذا النادي ، حيث منح التاريخ لهذا النادي التاريخ مكاناً بين المتأهلين لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ، بعد أن حلّ فريقه الأولمبي وصيفاً للشباب في كأس الأمير فيصل . والمشكلة ، وربما الأزمة التي عانى منها الأهلي وسيعاني منها مستقبلاً ما لم يتخلص منها ، هي أنه يعتمد في قراراته ورؤيته للمستقبل على أناس لا يعرفون من هو الأهلي , ولا يحملون من الفكر ما يؤهلهم ليكونوا في الصورة في كل وقت ، وكأن الأهلي، وهو الذي أسس جامعة للفكر الرياضي ، لم تعد لديه كفاءات إدارية . والحقيقة أنني استغربت كثيراً ، وصدمت أكثر وأنا أتابع البرامج الرياضية والصفحات الرياضية ، وهي تقدم معلومات مغلوطة عن كيفية التأهل لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ، وهذا أحد عيوب إعلامنا الرياضي ، حيث يغيب التوثيق ، وبالتالي تغيب المعلومة . وللتذكير فقط ، فقد نص نظام بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين على مشاركة 8 فرق هي: بطل كأس ولي العهد ، وبطل كأس الأمير فيصل بن فهد والفرق الستة الأولى في دوري زين ، وفي حالة تكرار الفريق ، فيكون البديل ثاني كأس ولي العهد ، ثم ثاني كأس الأمير فيصل بن فهد ، ثم السابع والثامن في الدوري . ومن ذلك يتأكد تأهل الوحدة ثاني كأس ولي العهد على اعتبار أن الهلال ضمن التأهل بحصوله على أول الدوري ، وكذلك تأكد حجز الأهلي في بطولة كأس الأبطال حيث جاء وصيفاً للشباب في كأس الأمير فيصل ، مع ضمان الشباب أحد المراكز الستة الأولى في دوري زين للمحترفين . وبالعودة إلى دوري الموسم الحالي ، فإن تراجعه وتواضع مستويات فرقه وتداخل قرارات اللجان وأخطاء التحكيم ، أدت إلى عزوف الراغبين في شراء حقوق النقل التلفزيوني ، مع عدم احترافيتنا في التسويق لمشروعنا ، ما أضاع الفرصة من أيدينا . وحكاية التحكيم وقصته لن تنتهي ، فالأهلي تعرض في الموسم لأخطاء تحكيمية كان آخرها في مباراته الأخيرة أمام الشباب ، عندما تجاهل الدولي عبدالرحمن العمري منحه ضربة جزاء صحيحة نتيجة إعاقة مهاجمه عماد الحوسني ، وعدم احتسابه لكامل الوقت بدل الضائع . ولأول مرة أشعر بأن مدافع الأهلي إبراهيم هزازي على حق ، فقد بالغ العمري في استفزازاته المتكررة للاعبي الأهلي ، وساهم بقراراته العكسية في فقد اللاعبين الثقة في حكم المباراة ، وشعورهم بأن أي التحام أو مشاركة مع لاعب شبابي سيحسب خطأ ضدهم ، ومع ذلك يخرج مدير إدارة الفريق في تصريحات فضائية تعمد خلالها تجاهل الحديث عن التحكيم ، وهذه ليست المرة الأولى .