تنوعت مشاريع الشباب المشاركة في مسابقة المشاريع الناشئة «مبادر» التي تنظمها لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض في إطار المبادرات الرامية إلى ترسيخ ونشر ثقافة العمل الحر وتشجيع الإبداع والابتكار لدى الشباب، وتقدم 14 متسابقا عشرة من الشباب وأربع من الشابات، واستمعت لجنة الحكام المكونة من أربعة محكمين بينهم امرأة، في قاعتين منفصلتين لأفكار مشاريعهم الناشئة. وأدار المسابقة علي العثيم عضو لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض ورئيس البرنامج، حيث أتاح لكل متسابق وفقا لشروط المسابقة عرض الفكرة الأساسية لمشروعه خلال دقيقة واحدة، بعدها يجري نقاش واستفسارات من قبل المحكمين مع المتسابق حول تفاصيل المشروع وجدواه وعائده وإمكانية تطبيقه، فيما تحصل المشاريع الفائزة في نهاية المرحلة الثالثة والأخيرة من المسابقة على جوائز مالية قدرها 200 ألف ريال، مع حزمة من المنافع العينية كالاستشارات المالية والإدارية والتسويقية والتدريب. بدا أن أغلب المشاريع المعروضة مسايرة ومتسقة مع روح الشباب ومنسجمة مع طابع العصر حيث اعتمدت على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، بوصفها مشاريع تستثمر تقنية الاتصالات الحديثة كأسلوب للعرض والتسويق للمنتجات التي تطرحها مشاريع الشباب، فقد طرح أحدهم فكرة تأسيس موقع إلكتروني يقدم خدمة للحجاج القادمين إلى مكةالمكرمة من العالم الإسلامي الناطقين بالعربية، تتضمن قواعد بيانات وخرائط لمكة ومعلومات كافية عن الفنادق والمطاعم والأسواق، تتسع لتشمل المدينةالمنورة كمرحلة لاحقة. وطرح أحد الشباب المتسابقين فكرة تقديم خدمات لتصوير المناسبات المختلفة كحفلات الزواج والتخرج من خلال موقع إلكتروني وتتميز الخدمة باحترافية عالية وتكلفة منخفضة، وكانت فكرة المشروع الوحيدة التي تتضمن اختراعا لمشروع تصميم جهاز إشعار لاسلكي متعدد الوظائف المدنية والعسكرية يساعد في تحديد موقع الطالبات وسيارات الأجرة والزبائن، كما يستخدم كإنذار مبكر كاشف لسرقات السيارات، وقال صاحب الفكرة إنه يحتاج لشركة منتجة. ومن المشاريع الطريفة والجادة في الوقت نفسه مشروع موقع إلكتروني طرحه أحد الشباب يعمل كأداة للحد من الفساد الإداري في الجهات الحكومية والخاصة، وقال صاحبه إنه بدأ العمل بالموقع بصورة تجريبية حيث تلقى نحو ألف شكوى خلال أربعة أشهر، وجرى التواصل مع الجهات المعنية بالشكاوى. أما مبادرات الشابات فاتسمت بالطابع النسائي الذي يتجه للاهتمام بتقديم أطباق سعودية لجميع أنواع الأطعمة بنكهة منزلية، مع خدمة التوصيل للعملاء، كما عرضت إحدى المتسابقات فكرة مشروع موقع إلكتروني للتكافل الاجتماعي، وتمكين القادرين من المحسنين من معرفة المحتاجين والتواصل السريع بينهم، موضحة أن العائد من المشروع يتمثل فقط في ناتج الإعلانات والدعاية من خلال الموقع، فيما طرحت مبادرة ثالثة فكرة تأسيس ناد رياضي نسائي لممارسة أنشطة رياضية وذهنية مثل القراءة. وحرص العثيم خلال إدارته لعرض أفكار مشاريع الشباب على إتاحة الفرصة المتكافئة للجميع من خلال الوقت المحدد لعرض الفكرة، واتبع المرونة في منح بضع ثوان إضافية للمتسابق الذي يحتاج لإيضاح فكرته بعد انتهاء الدقيقة المخصصة له، كما حرص على طرح المحكمين أسئلتهم لمناقشة المتسابقين واستيضاح الفكرة والتحقق من جدوى المشروع وعائده. وأوضح أن مسابقة «مبادر» للمشاريع الناشئة تهدف إلى ترسيخ ونشر وتحفيز ثقافة العمل الحر وتشجيع الإبداع والابتكار لدى الشباب السعودي والمساهمة في استيعاب القوى العاملة الوطنية من خلال زيادة أعداد المشاريع الناشئة داخل منظومة الاقتصاد الوطني وما يترتب عليه من تحفيز النمو وتحقيق التنمية المستدامة. وأبلغ العثيم الشباب استعداد اللجنة للاستماع مرة أخرى إليهم لعرض أفكار مشاريعهم أمام لجنة تحكيم أخرى كفرصة ثانية تمنح لهم على أن يتم اعتماد درجة التحكيم الأعلى، مشيرا إلى أن الفائزين تم تأهيلهم في هذه المرحلة مباشرة إلى المرحلة الثانية بعنوان «مشروعي في 5 دقائق» حيث سيتاح للمبادر عرض فكرة مشروعه بصورة أكثر تفصيلا مدعوما بحقائق وأرقام من دراسة الجدوى الأولية للمشروع بشرط ألا تتجاوز مدة العرض خمس دقائق، ويتأهل الفائزون في هذه المرحلة إلى المرحلة الثالثة والأخيرة «مشروعي في 15 دقيقة» يقدم فيها المشاركون عرضا تفصيليا للمشروع مدعوما بملخص لدراسة الجدوى الاقتصادية ودراسة السوق ونموذج للمنتج النهائي في حال كانت المشاريع صناعية أو عرضا لآلية التطبيق وخطة العمل .