طموح الشباب لا يقف عند حد، هذه العبارة تجسدت واقعا من خلال مسابقة المشاريع الناشئة «مبادر» التي أطلقتها لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض واختتمت المرحلة الأولى منها الثلاثاء الماضي، حيث تسابق 90 شابا وشابة على مدى ثلاثة أيام في عرض أفكار مشاريع مبتكرة وإبداعية تجسد فكر ريادة الأعمال وتطرح بقوة روح الشباب المهتم بثقافة العمل الحر وإطلاق واستثمار القرائح الشابة الإبداعية والساعية لتجاوز الفكر التقليدي القابع في مربع انتظار الوظيفة الحكومية أو وظيفة القطاع الخاص. وذكر رئيس برنامج «مبادر» على العثيم الذي يدير المسابقة أن اللجنة ستعلن خلال الأيام المقبلة عن أصحاب أفكار المشاريع الأفضل في المرحلة الأولى، التي سيتم تأهيلها للمرحلة الثانية للمسابقة، حيث تعكف اللجنة على تصفية النتائج التي حصلت عليها أفكار المشاريع الناشئة التي سيتم احتسابها بناء على تقديرات لجنة التحكيم التي ستمنح 70 % من درجة التقييم، بينما سيحتسب للجمهور 30 % من درجة التقييم. وكانت المسابقة قد تواصلت على مدى ثلاث أمسيات بين الشباب والشابات المبادرين، واستمعت لجنة التحكيم إلى المتبارين وسط متابعة وشغف من الجمهور الحاضرين، وأتاح العثيم لكل متسابق وفقا لشروط المسابقة عرض الفكرة الأساسية لمشروعه خلال دقيقة واحدة، بعدها يجري نقاش عميق واستفسارات استيضاحية من قبل المحكمين مع المتسابق حول تفاصيل المشروع وجدواه وعائده وإمكانية تطبيقه، وغلب على المشاريع المعروضة روح الشباب وانسجامها مع طابع العصر حيث اعتمدت في أغلبها على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، كمشاريع تستثمر تقنية الاتصالات الحديثة باعتبارها أسلوبا للعرض والتسويق للمنتجات التي تطرحها المشاريع. وطرح أحد المشاركين فكرة تأسيس موقع إلكتروني يتولى تسويق التمور السعودية في أسواق أوروبا وخصوصا لشريحة المسلمين بطريقة متميزة تناسب الذوق الأوروبي الرفيع، وأوضح مقدم الفكرة أنه أجرى دراسة للطلب الأوروبي على التمور، مشيرا إلى أنها تتزايد خلال المناسبات الإسلامية مثل موسم رمضان. كما عرضت إحدى المتسابقات فكرة جريئة لمشروع إنتاج لعبة إلكترونية تكافح أعمال التحرش الجنسي التي يتعرض لها الأطفال من قبل ذوي النفوس المريضة، كما طرحت شابة أخرى فكرة إنتاج سجادة صلاة ذات خاصية ضوئية تظهر للمصلي عدد الركعات التي أداها، ضمانا لعدم الوقوع في السهو، لكن المحكمين نصحوا صاحبة الفكرة أن تستفتي الرئاسة العامة للإفتاء لمعرفة الرأي الفقهي في مشروعية إنتاج هذه السجادة قبل الإقدام على مشروعها. وطرح شاب فكرة مشروع لإقامة مزارع وحاضنات لاستنبات البذور التي تستخدم باعتبارها أعلافا خضراء للماشية، وقال إنها تتميز بالإنتاج خلال أسبوع، وتباع طازجة للمربين بشكل يومي وبتكلفة منخفضة لمواجهة أزمة تناقص الشعير والأعلاف وارتفاع أسعارها، فيما عرض مبادرون ومبادرات آخرون أفكارا لمشاريع بعضها لإقامة مركز شامل لما تحتاج إليه المرأة العصرية من شقين، أحدهما يعتني بالأزياء والتجميل، والثاني يعتني بالصحة والتغذية، وبعضها لإقامة مراكز لعرض المنتجات التي تناسب المقبلات على الزواج من ذوات الدخول المتوسطة وبأسعار منخفضة، وأخرى لإنتاج وبيع لعب الأطفال لا تشجع على العنف، وأخرى لصيانة الأجهزة الإلكترونية التي تعتمد على كوادر سعودية. وأوضح رئيس برنامج «مبادر» أن المسابقة تهدف إلى ترسيخ ونشر وتحفيز ثقافة العمل الحر وتشجيع الإبداع والابتكار لدى الشباب السعودي والمساهمة في استيعاب القوى العاملة الوطنية من خلال زيادة أعداد المشاريع الناشئة داخل منظومة الاقتصاد الوطني وما يترتب عليه من تحفيز النمو وتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف أنه سيتم تأهيل المشاريع الأفضل في هذه المرحلة مباشرة إلى المرحلة الثانية بعنوان «مشروعي في 5 دقائق»، وسيتم الإعلان عنها قريبا، حيث سيتاح للمبادر عرض فكرة مشروعه بصورة أكثر تفصيلا مدعوما بحقائق وأرقام من دراسة الجدوى الأولية للمشروع بشرط ألا تتجاوز مدة العرض خمس دقائق، ويتأهل الفائزون في هذه المرحلة إلى المرحلة الثالثة والأخيرة «مشروعي في 15 دقيقة» التي يُقدم فيها المشاركون عرضا تفصيليا للمشروع مدعوما بملخص لدراسة الجدوى الاقتصادية، ودراسة السوق ونموذج للمنتج النهائي في حال كانت المشاريع صناعية أو عرض لآلية التطبيق وخطة العمل .