أتمنى من أي شخص مازال ينظر إلى «البروستد» على أنه وجبة «خفافي» أن يعيد النظر في قناعته هذه، وأن يحاول أن يحسن علاقته مع البروستد في أقرب وقت كان، وأن يعود نفسه، وأسرته على تناوله كوجبة رئيسية بدلا من الكبسة، وإذا كان يستطيع شراء ماكينة بروستد في البيت فليعمل؛ لأن الزمن القادم هو زمن البروستد بلا منافس! أقول هذا القول وأنافح عنه بشراسة لأن الزيادة في أسعار الشعير، واحتكار التجار لبيع الأغنام وصل مداه، فهل من المنطقي أن أقوم بشراء «حتة» تيس أو خروف بمبلغ يزيد على 900 ريال؟ هذا إذا كان هذا التيس أو الخروف للثلاجة، فخروف الثلاجة مثل أن يشتري أحد لاعبي البلوت حكم بدون إكة ولا ولد ولا تسعة ويقول مخاطبا صديقه «تراه حكم ثلاجة»! معناه أنه حكم «أي كلام» فكيف إذا أردت أن تكرم أحد ضيوفك، فإنك لن تدفع أقل من 1500 ريال، فلو كنت موظفا مرتبك الشهري سبعة آلاف ريال، وتدفع إيجارا لمنزلك بقيمة 1500 ريال، ويأخذ منك البنك قرضا بقيمة 2500 ريال نظرا لأنك أردت أن «تترجل» وتتزوج، ويؤخذ ما قدره 1200 ريال كقسط للسيارة، وجاءك أحد الضيوف ودفعت ما يقارب 1500 ريال كوليمة له فلن يبقى معك إلا 300 ريال فقط، والمصيبة إن جاءك هذا الضيف في أول خمسة أيام من الشهر، فمن هذا المنطلق أنا أقول إن الزمن القادم هو زمن البروستد بلا منازع، فإذا جاءك ضيف وعزمت أقاربك وأصحابك، وأردت إكرام هذا الضيف فإنك لن تدفع أكثر من 150 ريالا كوجبات بروستد، وبالتالي تكون قد كسبت في جيبك ما يقارب 1350 ريالا، ويصبح معك بعد كل ما دفعته كالتزامات مالية حين استلام المرتب 1650 ريالا، فالبروستد ألذ وأطعم وأرخص، ولن يدخلك في مأزق مالي، ولن تقف الدنيا إذا لم تأكل لحما، لأنه طوال حياتنا ونحن نأكل لحما ولم نستفد شيئا، فربما زمن البروستد يخرج لنا علماء ومخترعين، وعباقرة، أقول ربما لأنني لا أثق في اللحم كثيرا، فاللحم يخوف!