تعاود معارض السيارات انتعاشها مع دخول فصل الصيف حيث تشهد المعارض فرصة حقيقية لاقتناص العملاء الذين يسعون لشراء سيارات جديدة أو استبدال سياراتهم القديمة أو شراء سيارات لأبنائهم الطلاب بعد نجاحهم وتخرجهم. وتقل نسبة البيع في الفصول الأخرى نسبة إلى انشغال العملاء في أعمالهم، وعدم التفرغ للشراء ولذلك تصبح فترة الصيف هي الوقت المناسب الذي يراه البعض للشراء وتغيير نوع السيارة. انتعاش متوقع يرى محسن الهمامي، صاحب شركة الصقر للسيارات أن فترة الصيف تشهد انتعاشا لمعارض السيارات رغم الأزمة العالمية التي أثرت في السيارات الفخمة بنسبة 20 %، أما السيارات الأخرى فقد كان الانخفاض بنسبة بسيطة تصل إلى 13 % مما جعل البعض يتجه إلى الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت للبحث عن أقل الأسعار، والتي أعتقد أنها لا تفرق كثيرا عن أسعار المملكة، حيث إن الوكالات لدينا تتكفل بالصيانة لسيارتها سنويا، أما التي تأتي من الخارج فستكون إجراءاتها مكلفة مرورا بالجمارك والمواصفات والصيانة المدفوعة. ويضيف «الطلب على السيارات يتركز في اليابانية ثم الأمريكية ثم الكورية حيث تأتي السيارات الأوروبية في المرتبة الأخيرة لضعف الطلب ولترقب الموديلات الحديثة منها، حيث شكلت السيارات الأوروبية وبالأخص الألمانية تراجعا في الفترة الأخيرة في مبيعاتها، ولذلك فإن السمعة الجيدة لأي معرض تجعل العميل يعود مرة أخرى» ويشير إلى أن حجم مبيعات المملكة يبلغ سنويا نحو 400 ألف سيارة، وزادت نسبة مبيعات السيارات الجديدة إلى 14 % في العام الجاري ما يبشر بانتعاش للسوق السعودية في ظل الأزمات العالمية التي أثرت في أغلب الأسواق. ارتفاع عالمي ويقول ناصر علي، مدير شركة سيارات «أسواق السيارات في المملكة تشتهر بثبات أسعارها وعدم تأثرها بالأحداث والأزمات الخارجية، والارتفاع غالبا لا يأتي من التجار داخل المملكة بل بسبب الارتفاع في الأسواق العالمية، حيث ارتفعت السيارات اليابانية أخيرا بسبب انخفاض الإنتاج في ظل الزلزال والتسونامي، وتشير الدراسات إلى أن كل يوم تتوقف فيه صناعة السيارات في اليابان يمثل خسارة 37 ألف سيارة، وبالتالي فإن الارتفاع جاء بسبب قلة السيارات اليابانية ولكن بوجه عام يبقى سوق المملكة هو الأفضل بين أسواق العالم للاستثمار في السيارات وقطع غيارها وصيانتها». ثقة بالأسواق ويرى المستشار الاقتصادي عبدالله الصالح أن سوق المملكة تعتبر من أفضل أسواق العالم في ثبات أسعارها، نسبة إلى الاحتياطات التي تتخذها الدولة في تحدي الأزمة ونسبة الارتفاع هذه السنة بلغت 5 % من العام السابق، ويتوقع مواصلة الارتفاع، كما أن العميل يثق بأسواق المملكة حيث تلبي الوكالات جميع احتياجات العملاء من توافر قطع الغيار والصيانة والمواصفات التي يطلبها، وحرصت الوكالات على توفير المواصفات الملائمة لأجواء المملكة والتي زادت نسبة الإقبال هذه السنة على أسواق المملكة من بعض العملاء من الدول المجاورة. ويضيف «تعتبر السوق السعودية الكبرى في الشرق الأوسط في قطع غيار السيارات والخامس عالميا في تجارة قطع الغيار، كما تعتبر المملكة من المبادرة في التنمية الاستثمارية لصناعة السيارات وتطويرها، حيث تشير التقارير إلى أنها آمنة في مجال صناعة السيارات مستقبلا لما تملكه من مقومات وبنية تحتية ونمو متزايد في سوق السيارات وقطعها وكذلك لتميزها في موقعها الجغرافي في الوطن العربي والخليج» .