كانت العملة المعدنية تملأ جيوب السعوديين ذات يوم، وتمثل قيمة محددة، خصوصا مع الاحتياج ل «كبائن الاتصال» في الشوارع، إلى أن انزوت وانحصرت في أدراج البقالات الشعبية. ضلت «فلوس الحديد» طريقها إلى الجيوب و«المخباة»، حتى لا تزاحم النقود الورقية و«بطاقات الائتمان»، واختفت نسبيا من المنازل خوفا من ابتلاع الصغار لها، كما تاهت عن أدراج السيارات، حينما كانت في هذا الموقع سابقا، تزيح هم مصروف طفل أو «بقشيش عامل». ثمة أمور أسهمت في اختفاء أو إخفاء «المعدنية»، ولعل على صدارتها الغلاء وارتفاع الأسعار، ولعله شبه إجماع يؤكده الغني ومحدود الدخل معا. آخرون يعتقدون أنه من «البرستيج»، استبدال العملة المعدنية في المحال الكبرى ب «علك أو علب مناديل». حتى الأطفال، باتوا يرفضون استلامها، لأنهم يسمعون مخاوف الكبار من سهولة ضياعها. والأكثر تداولا حاليا من عملات المعدن فئة «نصف الريال»، في حين غابت فئات الربع والقرش والريال، حيث بات عملة «النصف» جبرا ل «أسعار بضائع تتأرجح بين الارتفاع والانخفاض». وفي عدد من محال «السوبر ماركت»، تعمد الإدارة إلى إخفاء نقود الحديد، بحثا عن ترويج «العلك والبسكويتات»، التي شارفت صلاحيتها على الانتهاء.. هل تعود ل«المعدنية» هيبتها، عبر مكائن الشراء الآلية لمنتجات مختلفة بخلاف المشروبات، كما يحدث في الدول الغربية؟