غابت نجومية مالك معاذ وتلاشت ولم يتبق لنا منها أكثر من ذكريات بعضها جميل أما بعضها الآخر فتحول إلى أسئلة نطرحها في سياق البحث عن غياب هذا النجم الفني الذي لم نعد ملمين كثيرا بأسبابه. فمنذ نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي استضافتها مناصفة إندونيسيا وفيتنام ومالك لا يزال يعيش مع مهنته ولكن على طريقة من تنتابه (الغيبوبة) .. فمالك معاذ تحول من نجم تهابه دفاعات الخصم إلى آخر لا يقوى على الحراك وإن تحرك ففي حراك مالك داخل الميدان ما يكفي تأكيدا على أنه نجم مرحلة انتهت مع الأهلي قبل أن تنتهي مع المنتخب. من المعلوم أن لاعب كرة القدم يتأثر بما يحيطه ، لكن هذا التأثر إذا ما قيس باللاعب النجم فالتأثير هنا مؤقت ، ولأن مالك شق طريق النجومية وتألق من خلالها فليس من المقبول أن ينحدر مستواه إلى هذه الدرجة دونما تبادر إدارة الأهلي ويبادر اللاعب نفسه في تشخيص المشكلة ومعرفة تفاصيلها حتى يتسنى لهذا النجم العودة إلى حيث عرفناه وإلى حيث عرفته ميادين كرة القدم. شخصيا أؤمن كثيرا بأهمية انتقال مالك ولو من باب الإعارة لقناعتي بأن إعارة مالك ستعود عليه وعلى فريقه الأهلي بالمنفعة .. كونها أي هذه الإعارة ستعيد الثقة للاعب كما أنها قادرة على أن تمنح مالك المناخ الملائم الذي يستطيع من عمق تجربته الانتقال سريعا من مرحلة البرود والخوف والانهزامية والتواضع إلى مرحلة أخرى مغايرة عنوانها الثابت الحماس والثقة وقوة الإرادة والإصرار على التحدي. الإدارة الأهلاوية مع كامل احترامي لرؤيتها هي أمام خيارين أما أن تعير مالك وأما أن تصر على أن يبقى في قائمة رايقتش .. وما بين الخيار الأول والخيار الثاني القرار الصائب هو أن يصبح مالك هلاليا أو نصراويا ولكن بالإعارة .. أما استمراريته في الأهلي فلن تسهم في إحداث أي متغير ، فاللاعب يعاني والجمهور مع الإعلام مع الإدارة تواصل الضغوط ، وأي ضغوط مستقبلية لم تعد مجدية لا لمالك ولا للأهلي ، ولهذا وجب تذكير الإدارة الأهلاوية بأن إعارة مالك هي الحل وهي الضرورة. تملك الكرة السعودية مقومات فنية هائلة ، لكن هذه المقومات نجاحاتها لم تر النور بعد والسبب انعدام الرؤية الصحيحة سواء في طبيعة العمل أم في طبيعة التنفيذ. هذه الإشكالية ومثلها كثر تحتاج لمن يمحور سلبياتها السابقة في بوتقة التصحيح من أجل المستقبل ، أما السير بالعشوائيات فلن يحقق لنا أي نجاح لا على المستوى الإقليمي ولا على المستوى القاري. هكذا أرى ليس تشاؤما ولكن خوفا من قراراتنا ورؤانا وليس خوفا من الخصوم كون الخصوم من السهل تجاوزهم إذا ما تمت عملية التجهيز الإداري والفني والرؤية على منوال ما كان في سابق الأيام وسالف العصر والأوان .. وسلامتكم.