كثف حلف شمال الأطلسي «الناتو»، فجر أمس، غاراته على العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها حيث قصف بعض المواقع المدنية والعسكرية قبل أن تتوقف بعد ذلك. واستهدفت الطائرات مواقع بمنطقة عين زارة بالقرب من مباني جامعة الفاتح ودوت عدة انفجارات في الموقع، حسب ما أفاد شهود عيان من داخل الجامعة قالوا إن الانفجارات القوية سببت حالة من الفزع بين الطلبة والطالبات الذين كانوا يؤدون الامتحانات داخل القاعات حيث اضطر العديد منهم إلى المغادرة جراء تطاير الزجاج وتهشم النوافذ. كما سمعت عدة انفجارات في بالقرب من باب العزيزية ووسط طرابلس. وكان القذافي، 69 عاما، أعلن في رسالة مسجلة بثها التليفزيون الرسمي، أمس الأول، أن الشعب الليبي أقوى من هجمات «الناتو»، وأكد أنه سيبقى في طرابلس أيا كانت العواقب. وكانت الاحتجاجات ضد القذافي اندلعت في منتصف فبراير الماضي، غير أنها تحولت فيما بعد إلى اشتباكات مسلحة، في أعقاب الإجراءات القمعية التي اتخذتها الحكومة ضد المتظاهرين. ويقول الثوار إن ما يربو على 12 ألف شخص لقوا حتفهم منذ بدء الصراع. وبدأت الهجمات الجوية في نهاية مارس الماضي، بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي يقضي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لضمان سلامة المدنيين. وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، عبر وزراء دفاع دول «الناتو» في ختام اجتماعهم، أمس، عن تصميمهم على مواصلة العملية في ليبيا بهدف حماية المدنيين طالما لزم الأمر. وأضافوا «نحن مصممون على توفير الوسائل الضرورية». واعتبروا أن «الوقت ليس في صالح القذافي الذي فقد كل شرعية، وعليه أن يتخلى عن السلطة». وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مايكل مولن في مؤتمر صحفي بالقاهرة إن «القذافي يجب أن يرحل، ولكن من الصعب تحديد موعد لذلك». وتجتمع دول مجموعة الاتصال حول ليبيا، اليوم، في العاصمة الإماراتية أبوظبي بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لبحث سبل تقديم مساعدة إضافية للمعارضة الليبية. وأكد المتحدث العسكري باسم الثوار أحمد الباني أن معنويات الثوار في كافة المدن الليبية مرتفعه جدا وأن نظام القذافي يتحلل ويذوب. وأوضح في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية أن الكثير من المرتزقة يهربون برغم المبالغ العالية المدفوعة لهم. وأضاف أن قوات «الناتو» تنفذ عملياتها بكل دقة، مشيرا إلى أن دخول الطائرات أربك كتائب القذافي بشكل ملحوظ. وأكد أن الثوار على بعد 80 كلم فقط من العاصمة طرابلس، وأنهم يستعدون للزحف نحو العاصمة عقب الغارات المكثفة الأخيرة. وأكدت مصادر أن الضربة القاضية سيوجهها الليبيون بأنفسهم قريبا للقذافي هناك. من جهة أخرى، أكد مصدر أن الآلاف من قوات القذافي يتقدمون نحو مدينة مصراتة الغربية فيما تتعرض لقصف من ثلاث جهات أسفر عن مقتل العشرات. ولم يصدر أي تعليق فوري من حكومة القذافي. وأعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث خلال زيارة لمدينة بنغازي بشرق ليبيا التي يسيطر عليها الثوار، أمس، أن بلادها تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للبلاد .