أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده وفرنسا قدمتا، أمس، مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي «للتنديد بالقمع في سورية ويطالب بالمحاسبة وإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية». وأضاف «إذا صوت أحد ضد مشروع القرار أو حاول استخدام حق النقض، فإنه سيتحمل وزر أفعاله». وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وزعت مسودة قرار لمجلس الأمن يدين سورية دون أن تقترح التدخل العسكري، مايو الماضي، ولكن دبلوماسيين قالوا إن بريطانيا تعد نسخة تنطوي على لهجة أشد. وأبدت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض، عدم قبولهما لفكرة تدخل مجلس الأمن. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي ألن جوبيه في مقر الأممالمتحدة بنيويورك أن تصويت المجلس على قرار بإدانة سورية «مسألة أيام وربما ساعات». من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة، أمس، أن تركيا لن تقفل أبوابها في وجه اللاجئين السوريين الذين يهربون من أعمال القمع الدامية في بلادهم، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. وأضاف «في هذه المرحلة، ليس مطروحا أن نقفل الحدود» داعيا مرة جديدة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إجراء الاصلاحات التي يطالب بها شعبه. وأشارت الوكالة إلى أن نحو 200 سوري بينهم نساء وأطفال عبروا الحدود إلى تركيا طلبا للجوء بسبب الاضطرابات. وفر السوريون من بلدة جسر الشغور خشية العنف مع اقتراب قوات مدعومة بالدبابات صدرت لها أوامر بالهجوم بعد أن اتهمت الحكومة عصابات مسلحة هناك بقتل عشرات من أفراد الأمن. وأضافت الوكالة أن اللاجئين نزلوا في خيام نصبها الهلال الأحمر التركي قرب الحدود في إقليم هتاي إلى الشمال مباشرة من الحدود السورية. وأظهرت لقطات أذاعها التليفزيون التركي جرحى ينقلون إلى مستشفيات في جنوب تركيا. وكشف مسؤول في وزارة الخارجية التركية أن نحو 420 شخصا عبروا الحدود من سورية منذ اندلاع الاحتجاجات، مارس الماضي. وقال محتجون في جسر الشغور التي يسكنها عشرات الآلاف إنهم يحتمون من الهجمات ويتأهبون لها. وأوضح ناشط في مكالمة هاتفية: «الجيش يتخذ مواقع حول البلدة»، مضيفا أن السكان رأوا قوات تقترب قادمة من حلب ثاني أكبر المدن السورية ومن اللاذقية على الساحل. «أغلب الناس تركوا البلدة لأنهم خائفون.. إنهم يعلمون أن عدد القتلى سيكون كبيرا. ولجأ البعض إلى قرى مجاورة قرب الحدود التركية. الأطباء والممرضات رحلوا أيضا». وقال وزير الإعلام السوري عدنان محمود إن وحدات من الجيش «ستنفذ مهامها الوطنية لإعادة الأمن والطمأنينة». وفي باريس، قال رينيه كابلان نائب مدير قناة «فرنسا 24 الإخبارية إن القناة ربما تكون خدعت حين بثت تسجيلا صوتيا على أنه بلسان سفيرة سورية لدى فرنسا وأعلنت فيه المتحدثة استقالتها. وأوضح «يبدو أننا كنا ضحية تلاعب». وبثت القناة تصريحات قالت إنها للسفيرة تعلن فيها استقالتها. لكن قناة أخرى بثت لاحقا تأكيدات للسفيرة لمياء شكور تنفي فيها الاستقالة قائلة: «التقرير الذي بثته فرنسا 24 وتضمن محادثة هاتفية مع امرأة زعمت أنها السفيرة السورية في باريس، مفبرك» .