كشف الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين، أن الرئاسة سيكون لها على المدى القريب مخرجات للكراسي البحثية والدراسات العلمية المتخصصة التي تنفذها الجامعات ضمن برامج الشراكة، مضيفا أن ذلك سيكون له أكبر الأثر في فهم الواقع الاجتماعي والميادين التي تقدم الرئاسة خدماتها فيها، ووضع البدائل للتعامل مع مشكلات المجتمع، وتفعل الشراكة في مجال تعزيز القيم والأخلاق بالمجتمع، استنادا إلى الفهم الصحيح الذي يحدد الحلول وجهة التنفيذ. وأكد خلال افتتاحه في فندق قصر أبها بعسير، أمس، أعمال الاجتماع السادس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة بالرئاسة العامة والمنعقد تحت رعاية أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بعنوان «تعزيز القيم والأخلاق...استراتيجية مجتمعية»، أن الرئاسة خصصت الاجتماع السادس لموضوع القيم والأخلاق الاستراتيجي الذي تتزايد الحاجة إليه في عصر التعقيد والانفتاح الثقافي بين الأمم والشعوب، مبينا أن ثلاثة منطلقات تدفعهم في هذا الاتجاه أولها: مركزية القيم في عمليات الإصلاح والدعوة والتربية وتقويم السلوك، مؤكدا أن الهدف النهائي لكل أعمال الرئاسة الميدانية والتوعوية والإعلامية تحقيق التأثير الإيجابي في أفراد المجتمع «أثبتت الدراسات العلمية أن القيم هي أكبر محرك للسلوك وموجه ومحفز له، لذا كان لزاما علينا أن نتوجه نحو أهدافنا بأقصر الطرق وأنجعها». وبين الحمين أن المنطلق الثاني يعتمد على مركزية القيم في عمليات التكامل الإداري داخل الرئاسة وفروعها، مضيفا أن نجاح الرئاسة في تحقيق رؤيتها التي تقوم على مرتكزاتها الرئيسة؛ يتطلب تكامل كل إداراتها لإنجاح العمل الميداني من خلال «الوقاية التكاملية» و «نشر ثقافة الاحتساب»، وتجسيد قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أعمال وسلوكيات رجال الهيئة الذين يتعاملون بشكل مواجهي مع أفراد المجتمع، أو عبر وسائل الاتصال غير المباشر. وأردف الحمين أن المنطلق الثالث هو مركزية القيم في تحقيق التكامل المجتمعي والاستقلال الخلقي للمجتمع، حيث إن التجارب الناجحة في تاريخ الأمة تؤكد أنها طوعت كل مناحي الحياة لقيم الإسلام وأخلاقه، فحققت نجاحات كبيرة «الفرصة مهيأة أمام بلادنا لتحقيق مزيد من التفوق القيمي والمعنوي والمادي، فبلادنا بمنهجها من أكبر مورد للقيم الربانية وهو الوحي، إضافة إلى القوة الاقتصادية، والقيمة الجغرافية والتاريخية، التي تؤهلها لتصدير ثقافتها إلى العالم قياما بالواجب الشرعي». وأشار إلى أن الرئاسة خطت خطوات متقدمة في تطوير جانب «تعزيز القيم والأخلاق» وتعتبره جانبا رئيسا من عملها «ركزنا جهودنا في الأشهر الماضية للنهوض بالبنية الأساسية للأعمال المساندة للعمل الميداني الذي يتولى الشق الأكبر والأهم في مجال تعزيز القيم والأخلاق من خلال حماية المجتمع من السحرة والمشعوذين والمؤثرات العقلية والخمور والاعتداء على الأعراض والابتزاز والمتاجرة بالفساد، مع العناية بحفظ السمت العام للمجتمع السعودي المسلم»، مشددا في ذات الصدد على أن رجال الهيئة الميدانيين يؤدون مهامهم بدقة واحترافية، وهم ثروة الجهاز التي يفاخرون بها. وأوضح الحمين أن الرئاسة خطت نحو هذا الهدف من خلال التخطيط والتنظيم وتطوير آليات الإدارات العامة المساندة للعمل الميداني، وكذلك من خلال اعتماد تصور جديد للملتقيات التوعوية التي تشرف عليها الإدارة العامة للتوعية والتوجيه، وتصنيفها إلى نوعين، وعدة مستويات، وربطها بأهداف محددة تتكامل سنويا لتحقيقها، كما يجري الآن توظيف كل الوسائل الممكنة، التي منها المعارض والعربات المتنقلة واللوحات الإعلانية في «الطرق والأسواق والجامعات»، وكذلك وسائل والإعلام الجديد لإيصال الأمر المعروف لكل شرائح المجتمع .