أعلنت الكويت سحب بعثتها الدبلوماسية من اليمن مع احتدام الصراع والاشتباكات هناك. وأوضح وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله أن هذا القرار جاء «نظرا إلى الظروف الراهنة». وأضاف أن البعثة وعلى رأسها السفير غادرت اليمن، صباح أمس. وتجددت الاشتباكات العنيفة في صنعاء بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح ومناصري شيخ قبيلة حاشد النافذة صادق الأحمر، فيما أكدت مصادر طبية أن العشرات قتلوا في المعارك بين الطرفين. وفي مدينة زنجبار الجنوبية، تسود حالة من الفوضى وسط تفاقم للأوضاع في المدينة وفي صفوف آلاف النازحين منها. اكتفت البعثة الدبلوماسية الكويتية في صنعاء بالإبقاء على إدارييها من العاملين المحليين هناك فقط لتصريف أعمال السفارة. كما أغلقت إيطاليا سفارتها بشكل مؤقت وأجلت رعاياها على خلفية تهديدات تلقتها عدة سفارات أوروبية. وأثار الرئيس صالح غضب عدة دول لتشبثه بالسلطة وتراجعه ثلاث مرات في اللحظة الأخيرة عن توقيع اتفاق توسطت فيه دول مجلس التعاون لنقل السلطة. ويتحدى صالح نداءات من زعماء من أنحاء العالم ومن داخل جيشه ومن عشرات الألوف من المحتجين لإنهاء حكمه المستمر منذ 33 عاما. وذكر شهود عيان أن اشتباكات عنيفة تشارك فيها قوات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات الأمن المركزي الموالية لصالح اندلعت في محيط مبنى وزارة الإدارة المحلية ومبنى شرطة حي الحصبة في شمال العاصمة في محاولة لاستعادتهما بعد أن سيطر المسلحون القبليون عليهما. وترددت أصداء الانفجارات في شمال العاصمة، أمس، كما تحدث السكان عن قتال دار أثناء الليل قرب مطار صنعاء الذي أغلق لفترة قصيرة. وأكدت مصادر رسمية أن مسلحي آل الأحمر سيطروا على مكتب النائب العام في صنعاء بمساعدة من قوات الجيش التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر. واستمرت المعارك في حي الحصبة بشمال صنعاء طوال الليل بحسب سكان المنطقة. وذكر شهود أن معسكر اللواء الرابع في الجيش الواقع بالقرب من مبنى الإذاعة والتليفزيون تعرض لقصف مباشر بالقذائف خلال الليل، فيما استهدف مبنى وزارة الداخلية بقذائف صاروخية. وبدأ سكان العاصمة اليمنية يشترون المواد التموينية لتخزينها خوفا من تطور الأمر نحو الأسوأ. وفي مدينة زنجبار الجنوبية، التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم القاعدة، تسود حالة من الفوضى العارمة وسط تفاقم للأوضاع المأساوية في المدينة وفي صفوف النازحين منها. وفي محافظة أبين الجنوبية، استمر نزوح مئات الأسر من مدينة زنجبار ومحيطها نتيجة اشتداد المواجهات بين الجيش ومسلحي القاعدة. ونزحت عشرات الأسر إلى عدن أو إلى مدن أخرى في الجنوب تعاني من عدم وجود مساعدات غذائية. وأصبح الوضع في زنجبار صعبا، فقد تحولت إلى «مدينة أشباح». وذكرت مصادر أن المقاتلين المتطرفين الذين يقدمون على أنهم من القاعدة ويطلقون على أنفسهم اسم «أنصار الشريعة» قالوا إنهم يستعدون لإعلان إمارة إسلامية في المنطقة. وقد أسفرت المواجهات في المدينة وجوارها عن 44 قتيلا عسكريا ومدنيا بحسب مصادر أمنية وشهود.