يقول الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء – بالتأكيد ستتناقله وكالات الأنباء وليس كراسي الحلاقين.. يجب أن أنتبه لهذه النقطة جيدا- حسنا يقول الخبر: تنوي وكالة الفضاء والطيران الأمريكية «ناسا» إرسال مركبة فضائية دون رواد إلى كويكب قريب عام 2016 لأخذ عينة بهدف الحصول على معلومات عن تركيبة النظام الشمسي. وستستغرق مهمة المركبة «أوزيريس- ركس» أربعة أعوام للوصول إلى الكويكب «1999 آر كيو 36» بتكلفة تقدر بنحو 800 ألف دولار. طبعا سأراهن على أن «أوزيريس – ركس» ستذهب وتعود في مهمتها، وسأراهن كذلك رهانا رابحا بلا شك أن تكلفة هذه الرحلة التاريخية ستكون أقل من تكاليف قطار المشاعر الذي أصر الدكتور زين العابدين على أنه لا يشبه بأي شكل من الأشكال «أوتوبيس مناحي». وأستطيع كذلك أن أجزم بأن «ناسا» ستنجز مهمتها في الوقت المحدد وبدقة عالية، بينما لا تزال مشاريع أمانة محافظة جدة التي حتى لو أنجزت في وقتها المحدد، ستعيد تفكيكها قطرات المطر التي تأتي كل عام. ماذا لو كانت ناسا وزارة حكومية؟ تخيلوا ناسا تغرق بالبيروقراطية؟ يرأسها وزير يحيط به عدة وكلاء، ومئات السكرتاريه الذين لا يجيدون سوى: «مشغول.. عنده موعد.. في إجازة.. في مهمة رسمية». تخيلوا ناسا تغرق، ويكون عدد مديري الأقسام فيها أكثر من عدد الموظفين؛ مدير السلامة في خرائط المشروع، مدير القسم الأمامي من المركبة الفضائية، مدير الاحتفالات والمناسبات... إلخ. تخيلوا كذلك رائحة «التميس والفول» تفوح من داخل المركبة الفضائية المستعدة للإقلاع، قبل أن يوقف الكابتن الرحلة، بعدما يكتشف وجود «بيالة شاهي» داخل المحرك. بالإضافة إلى تصاريح سعادة وزير ناسا: سنكتشف حدود الفضاء خلال ثلاث سنوات، الكائنات الفضائية في زحل تبارك العلاقات المشتركة معنا، ومد «خط سريع» من الأرض إلى أورانوس. بينما في الواقع: سنكون حتى الآن نشكك في كروية الأرض!. الأمر كابوس حقيقي.