استحضرت مخيلتي قصيدة بدر شاكر السياب الحزينة وذلك عندما شبه المساء بإنسان يتثاءب في استعارة مكنية غاية في التصوير فقال: «تثاءب المساء.. والغيوم ما تزال، تسح ما تسح من دموعها الثقال».. فنادي العقد كما وهبته لجنة إحصاء المناديب والأخويا ! أكمل «العقد» وزاد بعدم القدرة للوصول للعالمية! ففي مساء الثلاثاء الماضي، وعلى خلفية لقطة تليفزيونية أخرجت «مشجعا» هلاليا «يتثاءب» في المدرج وفريقه يستقبل الهدف الثالث، في تجسيد «لواقع» الهلال بكل حذافيره في عدم قدرته الوصول «للعالمية» وتحقيق هذه البطولة بنسختها وتنظيمها وعدم تواجد الفرق الصومالية والبنغالية ! وكإيحاء لاستعداد الفريق «للنوم» مرة ثانية والعودة لحالة «السبات» بالتغني بالبطولات «المحلية» ليس إلا.. وكأن هناك اتفاقا غير معلن بين الشريك الاستراتيجي وبين الزعيم في باقات «المحلي»! ولعله وعلى المدى الطويل إن أراد الهلال تحقيق هذه البطولة يجب أن يكون سعيه حثيثا لدعم ترشيح «ثلة» من المتواجدين في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم للجان اتحاد القارة الآسيوي «لعل وعسى»، في هذه المباراة أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه عندما تخلى الدعم «اللوجستي» عن الهلال كما يحدث في البطولات المحلية، «فتساوت» الرؤوس في بطولة أبطال آسيا، تجلى الاتحاد ففاز بثلاثية كانت قابلة للزيادة. بالبوووووز: يبدو أن النفخ الإعلامي «المطبل» لرأس حربة الهلال جعله لا يرى عيوبه، فأعتقد كما «أوهموه» بأن كل من «ينتقده» هو من فئة «الحاقدين».. ولهذا فبعد زلات لسانه على الإعلاميين والمحللين الفنيين، ها هو في المطار بعد مباراة الاتحاد الأخيرة يتشابك مع أحد المشجعين! فصفات «النجم» لها معايير «خاصة» بدأ يفتقدها. مقارنة بما قام به رئيس الهلال، الذي لم يأل في توفير جميع السبل على جميع المستويات المالية والمعنوية وحتى الإعلامية ورغم معرفة اللاعبين بأهمية هذه البطولة إلا أن الإحساس بالمسؤولية لم يكن حاضرا عند كثير منهم. خالد عزيز رغم تعامل إدارة الهلال «الحنون» معه إلا أنه لم يقدر ذلك حتى والفريق يحتاج إليه في المباراة الأخيرة.