رغم مضي أيام على نهاية فعاليات ملتقى مكة «18 مايو2011»، إلا أن شباب المنطقة ما زالوا يعيشون فرحتين - حسبما يصفون - فرحة الإنجاز، وفرحة المشاركة. وفي وقت بات فيه الهدف معروفا بالنسبة لكثير من الشباب المشارك في مثل هذه الملتقيات، في الارتقاء بالأهداف من مجرد المشاركات إلى إبراز الدور المطلوب من هذه الفئة، التي رأت في الملتقى بوابة عبور للمبدعين منهم، في الظهور أمام المجتمع لإبراز مواهبهم، وصقل المواهب الشابة. وأشاروا إلى أن الملتقى لم تقتصر الاستفادة منه عليهم، بل امتدت إلى الشركات والفرق المحترفة والقنوات الفضائية، التي وجدت في الملتقى الفرصة لإثراء أنشطتها وبرامجها. وأوضح الطالب بالمرحلة المتوسطة بمدارس دار الفكر في جدة زاهر ماجد القرشي، الذي شارك في مسابقة الابتكار، وحاز المركز الأول بابتكاره «كاشير ضد السرقة»، أن موهبته في الابتكار والاختراع منذ الصغر: «ساعدني والدي كثيرا وكذلك المدرسة؛ إذ وفرت لي معاملها للقيام ببعض أنشطتي من ابتكارات، وأعتقد أن المنزل والمدرسة يجب أن يكثفا الاهتمام بالموهوبين ومساعدتهم ليخرجوا ما لديهم من أفكار ومواهب، والتي لن تأتي بمفردها، ما لم تتوافر المعامل وورش العمل والوقت المناسب والتشجيع أيضا». واعتبر طالب الابتدائية مشعل الشهراني، أن سعادته بالوصول إلى بوابة الملتقى، تجسدت في الفوز بإحدى جوائزه، من خلال قصيدة عن «العلم». وأوضح أنه يشعر بفائدة الملتقى بعدما أدرك أن ما يقوله لم يذهب في الهواء، بل يجد التشجيع من ولاة الأمر. وعد طالب مدرسة الفتح المتوسطة بجدة والحائز المركز الأول في مسابقة الإلقاء فالح الظاهري، الحدث إبهارا للشباب: «فعندما تشاهد هذا الجمع الكبير ينتابك إحساس بالفخر، في أن هناك من يقدر المواهب ويقدمها للمجتمع لكي ينتفع بهم وبعلمهم، وأعتقد أن فرحة والدي كانت لا توصف لشعورهم بأنهم حصدوا ما زرعوا في أبنائهم». وأشار طالب المرحلة الثانوية من مدرسة الإمام الترمذي بالقنفذة والحاصل على المركز الثاني في مسابقة الإلقاء أحمد عبدالرحمن المعشي، إلى أن الملتقى شكل وعاء لدمج الخبرات، بالإضافة إلى أنه مثل نقطة تعارف للجميع من مختلف المناطق: «فحتما ستكون هناك صداقة فيما بيننا، وسنستفيد من بعضنا في نقل الخبرات والمواهب وهذا أجمل ما ميز ملتقى مكة للشباب والشابات». ولم يكن يعتقد طالب متوسطة الشيخ عبدالعزيز بن باز حازم الزهراني، أن موهبة الطالب يمكن أن تنمو بعيدا عن المدرسة، ويجرى اكتشافها: «لكنني وجدت في الملتقى ما يرضي طموحي، ويحقق لي ما أريده، كما أنه نموذج جميل جدا للتجمع الشبابي لإبراز المواهب واكتشافها، فهناك مواهب لم تكتشف بسبب أنه لا توجد هناك مسابقات تهتم بهذا الجانب، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام أكثر بالمواهب في المدارس والتنقيب عنهم». ويدعو الطالب في مدارس الشيخ عبدالرحمن فقيه في مكة عبدالباري حساني، إلى إقامة الملتقى مرتين في السنة بدلا من مرة واحدة: «ليعطي فرصة أكبر لإبراز مواهب الطلاب والطالبات». ويرى الطالب بمدرسة المناهل المتوسطة والمشارك في إحدى الألعاب محمد معوض، أن الملتقى فتح لنا أبوابا جديدة: «وشاهدنا الكثير من مندوبي الأندية الكبيرة يتابعنا بغية الحصول على لاعب مميز». وفي الاتجاه ذاته يصف الطالب في مدرسة زيد بن سهل عبدالعزيز علي، مشاركته في الكرة الطائرة، بأنها متميزة: «حيث صقلت موهبتي وطورتها، بل هناك مندوبون من بعض الفرق عرضوا علي الانضمام إلى فرقهم، وسوف يتكفلون بكل شيء، وهذا شيء جيد في نظري»