حذر رئيس «اتحاد المقاولات السعودية» الدكتور عبدالعزيز العطيشان من انهيار الشركات العائلية في المملكة بسبب عدة مشكلات أبرزها «صراع الأجيال» في إدارة تلك الشركات ووضع استراتيجيات حيث يتحكم في شركة واحدة ثلاثة أجيال ينتمون إلى كبير العائلة مؤسس الشركة وكل يدير حسب رؤيته. وقال أمام ورشة عمل بغرفة الدمام أمس حول «مستقبل الشركات العائلية بالمملكة» إن مجمل عدد الشركات الخاصة بلغ 21692 شركة، باستثمارات تقدر بنحو 640 مليار ريال، حسب تقرير وزارة التجارة والصناعة، وتشكل الشركات العائلية أكثر من 95% منها وهو ما يجعل المملكة الأولى عالميا في نسبة الشركات العائلية تليها السويد بنسبة 90% من إجمالي عدد الشركات الخاصة بها. ووصف العطيشان أحوال الشركات العائلية بأنها «غير منظمة» ولا تأخذ بوسائل الإدارة الحديثة ولا تستفيد من ذوي الخبرة من خارج نطاق العائلة ولا تؤمن بالتدريب المستمر للعاملين المنتمين لهذه الشركات، «كما أن 70 % منها تحت إدارة مؤسسيها رغم كبر سنهم، بينما يدير 20 % منها الجيل الثاني، و10 % للجيل الثالث». ورصد العطيشان خمس قضايا تهدد كيان تلك الشركات منها: «أزمة الخلافة حيث تمر في مرحلة انتقال السلطة إلى الجيلين الثاني أو الثالث، وتتميز هذه المرحلة بصعوبة انتقال سلطة الإدارة ثم أزمة تفتت الشركة وتراجع رأس مالها باعتبار أن عدد أفراد العائلة المعنيين بالشركات العائلية في تزايد مستمر ثم أزمة السلطة التي تبرز مشكلة انتقال الرئاسة بعد وفاة المؤسس أو تقسيم التركة أو تغير نمط الملكية، بجانب أزمة التنافس وهو ما يعني أن على الشركات العائلية مواجهة السوق وتغيراتها وتقديم خدمات جديدة تناسب الأجيال القادمة، ثم الأزمة الاقتصادية التي سرعت وتيرة التغيرات الجذرية، حيث تفادت الشركات أسوأ ما في الركود الدولي، لكنها لم تبق بمنأى عن كل تأثيراته مثل أزمة الائتمان، والنمو البطيء، والريبة بشأن المستقبل». وطرح العطيشان عدة خيارات للخروج من تلك الأزمات ورصد منها إعادة هيكلة الشركة والاندماج مع الشركات المحلية، والتحول إلى شركات مساهمة عامة أو التحالفات الإستراتيجية معتبرا الاندماج «الخيار الأفضل» وبمثابة «زواج الأذكياء» وفيه يكون الإبداع والابتكار والسكن والمودة. وبين أن دوافع الاندماج كثيرة منها التكامل أو المنافسة أو مواجهة تحديات العولمة والاحتكار وتنويع القاعدة الإنتاجية والاستفادة من الأسواق المالية والتجارية العالمية وتطبيق قواعد الإدارة الحديثة ونقل التقنية الحديثة والانتشار وتغطية أسواق جديدة محليا ودوليا وتحقيق الميزة التنافسية بالاستفادة من اقتصاد الحجم الكبير، مشيرا إلى أن اندماج الشركات يحقق زيادة في الأرباح من 20 إلى 30 %. من جهة أخرى قال صالح الجوير مستشار الموارد البشرية في الشركة عند حديثه عن الخطة الاستراتيجية للشركة للعام 2020 إن العوامل المؤثرة في صعوبة الحصول على عمل للشباب السعودي تكمن في وجود العمالة الوافدة منخفضة الأجر وانكماش السوق وضعف فرص التوظيف، وأوضح أن نسبة الاستعانة بالعمالة الوافدة في ارتفاع خلال الخطط الخمسية للتنمية في المملكة حيث وصلت إلى 70 % بينما شكلت استفادة العمالة السعودية من فرص العمل 29 %, حيث بلغ حجم العمالة الوافدة أكثر من ثمانية ملايين عامل .