شهد المعرض الأول للمسؤولية الاجتماعية في يومه الثاني بالرياض أمس استعراض مجموعة من تجارب الشركات والمؤسسات السعودية كان أبرزها تجربتي الاتصالات السعودية والبنك الأهلي فيما تحدث أحد الخبراء الأجانب ماج مارتين عن تأثير المسؤولية الاجتماعية على الشركات في المجتمعات الغربية، وتطرق رئيس مجموعة نما المصرفية محمد عبدالعزيز إلى دور المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص في دعم رواد الأعمال «انطلاقة»، وعرض فيصل الصحافي أحد المستفيدين من مشروع ريادة تجربته الشخصية مع المشروع المتخصص في دعم المشاريع الصغيرة للشباب. واتفق المشاركون على عدم تناسب الحجم الضخم للقطاع الخاص السعودي، مع حركة «عجلة» المسؤولية الاجتماعية التي لا تزال بطيئة، ولا تساير حجم نمو نشاطه وأرباحه الطائلة, مرجعين محدودية دور الشركات إلى أسباب كثيرة، يأتي في مقدمتها ضعف الوعي إن لم يكن غيابه لدى الكثير من الشركات بالمسؤولية الاجتماعية، والخلط بينها وبين العمل الخيري مطالبين الشركات بتبني برامج عمل علمية محددة في مجال المسؤولية يمكن تقييمها وقياس مردودها. وفى استعراضه لتجربة الاتصالات السعودية في مجال المسؤولية الاجتماعية طرح المدير العام للشؤون الإعلامية بالشركة نواف الشعلاني خلال مشاركته في الجلسة الثانية ورقة عمل بعنوان «تجربة المسؤولية الاجتماعية في الاتصالات السعودية» تساؤلا أمام الحضور حول كيفية النجاح لشركة تعمل في مجال المسؤولية، وأجاب: «في السابق قد يكون التقييم على العوائد المالية من حيث القوائم المالية التي تتحصل عليها الشركة آخر العام لكن هذا المفهوم لم يعد صالحا لوضعنا الحالي وإنما يمكن في حسن العلاقة في هذه المنشأة أو الشركة مع المجتمع، في الشركة». وأضاف الشعلاني «المجتمع الأول لدى شركة الاتصالات السعودية هم الموظفون وهنا لا نتحدث عن حقوق وظيفية مكتسبة وإنما عن برامج للمسؤولية الاجتماعية، ولدينا مساران الأول تخصيص صندوق التكافل الاجتماعي ورأس ماله خمسة ملايين ريال لمساعدة الموظفين الذين يمرون بظروف معينة حيث يمنح الموظف قرضا خاصا كمساعدات مالية»، مشيرا إلى أن الصندوق أنفق أكثر من 47 مليون ريال. وقال إن المحور الثاني هو تشجيع العمل التطوعي لدى الموظفين «هناك حملات للتبرع بالدم وزيارة المرضى ومشاركة الفعاليات» وأضاف: «نحن لدينا دائرة أوسع من العملاء من عدة جوانب، ففي الجانب الصحي نركز على المبادرات الأساسية وهي عبارة عن إنشاء 22 مركزا صحيا على عشر مناطق في المملكة قيمتها الإجمالية 100 مليون ريال «مشيرا إلى أن أول مركز تم تدشينه قبل ثلاثة أشهر في القصيم ومن ال22 موقعا منها 19 مركزا في طور الإعداد والتشغيل وسوف يتم الانتهاء من تجهيزها خلال الثلاثة الأشهر المقبلة وتسليمها لوزارة الصحة. وقال الشعلاني هناك بعض البرامج التوعوية والفعاليات الصيفية «كما أننا نركز على البحث العلمي ولدينا تعاون كبير مع الجامعات في برامج معينة مع جامعة الملك سعود الهدف منها الاستفادة من الأبحاث الأكاديمية»، وفيما يخص التدريب والتأهيل قال: «كان لنا تجربة مع المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني ولدينا أكثر من 2700 متدرب لمدة عامين في كل التخصصات لالتحاقهم بسوق العمل كذلك تدريب وتأهيل 100 موهوب في برامج متخصصة تصقل مواهبهم وتثري تجربتهم». من جانب آخر أكد الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بالرياض حسين العذل خلال ترأسه الجلسة الأولى أن المسؤولية الاجتماعية هي المظلة الشاملة التي انطلق منها الإسلام واستطاع أن يقدم صورة حضارية في المسؤولية الاجتماعية لم تستطع الحضارة الغربية الوصول إليها في الوقت الراهن .