تعد إسبانيا أحد أكثر البلدان جذبا للسياح في العالم، والكثيرون منهم يزورونها للتمتع بما تحمله هذه البلاد من مؤهلات حقيقية لكافة أنواع السياحة، حيث يقدر عدد السياح الذين يزورون إسبانيا 80 مليون سائح سنويا، وهو ما يمثل ضعف عدد سكانها البالغ 39 مليون نسمة، بالإضافة إلى المعالم التاريخية والأثرية، التي تعد الآثار الإسلامية الأبرز فيها، يبقى ساحل إسبانيا الجنوبي، وعلى الأخص ما يعرف بشاطئ الشمس La Costa Del Sol، هو مفتاح تلك الصناعة السياحية الإسبانية، حيث يضم هذا الساحل الطويل مدنا شهيرة جدا وسياحية مثل ماربيا وهي قبلة السياح العرب الذين يفضلونها صيفا، ومدن فينخيرولا وبنا المدينة وملقا وسانت بيدرو وميخاس وروندا وغيرها حيث تتميز بشواطئها وموانئها، وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن جزءا كبيرا من زوار إسبانيا يتألف من زوار سياحة الشمس والبحر، وهو نمط السياحة التي تعتمد عليها فنادقها ومنشآتها السياحية الممتدة على امتداد شواطئها المطلة على البحر الأبيض المتوسط من الشرق والجنوب، وشواطئ المحيط الأطلسي في الغرب والشمال الغربي من شبه الجزيرة الأيبيرية. أشهر الوجهات السياحية تبرز هنا مقاطعات الساحل الشرقي المطلة على البحر المتوسط التي تشكل كاتالونيا، والتي تقع في القطاع الشرقي الشمالي من إسبانيا، وفيها شواطئ مهمة مثل شاطئ برافا وشاطئ دورادا، وتضم المقاطعة مدينة برشلونة ثانية أهم المدن الإسبانية بعد مدريد، وميناؤها هو أهم ميناء على البحر الأبيض المتوسط وتضم الكثير من المباني القديمة وعددا كثيرا من المتاحف والأسواق، يبرز فيها الحي القوطي بكاتدرائيته الكبيرة وبلديته القديمة كما يوجد فيها عدد كبير من المتاحف مثل متحف بيكاسو ومتحف الفن الكتلاني، وبالإضافة إلى برشلونة وجاذبيتها السياحية، هناك الكثير من المدن الساحلية على طول الساحل الجنوبي، ولعل تدفق السياح يكثر في مدن ماربيا الشهيرة وفانخريلا، وسانت بيدرو، وصولا إلى جبل طارق، الفاصل بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، الذي يجذب كل هؤلاء السياح للسواحل الإسبانية تحديدا، وجود العديد من المزايا الإيجابية التي توفرها إسبانيا لزائريها من كافة أنحاء العالم، والتي يشكل السياح البريطانيون العدد الأكبر منهم حيث تقدر نسبة السياح البريطانيين بنحو 15.5 %، ولعل مزيج حرارة الشمس المعتدلة التي تراوح درجات الحرارة فيها بين ال30 وال35 درجة مئوية، وبرودة مياه البحر، وانخفاض مستوى المعيشة مقارنة بالسواحل الأوروبية الأخرى، مثل إيطاليا وفرنسا، تجعل الكثير يفضل السواحل الإسبانية على غيرها، خاصة في ظل انخفاض معدلات الرطوبة إلى نسب متدنية، كما أن البساطة التي يتعامل بها الشعب الإسباني مع ضيوفه، تسهم بشكل كبير في هذا الجذب السياحي لبلادهم، وإن كان السياح يجدون مشكلة كبرى تواجههم مع المواطنين الإسبان، تتمثل في إصرارهم على أن يتعامل هؤلاء السياح بحسب ما يفضلونه هم وليس العكس، فالمحال التجارية والبنوك وحتى الصيدليات، تغلق أبوابها يوميا من الساعة الثانية ظهرا وحتى الخامسة مساء تطبيقا لفترة القيلولة الشهيرة في إسبانيا «siesta» حيث تعد فترة الراحة هذه من أساسيات الحياة لديهم. برنامج السائح وبالطبع فإن المسافر إلى ماربيا وشقيقاتها من شاطئ الشمس، لا بد له أن يعي أن للسياحة البحرية خصوصيتها المختلفة عن أنواع السياحة الأخرى، ومع هذا فإن الحياة المتواصلة للسواحل الإسبانية تبقى أهم عوامل جذب السياح، وهو ما لا يتوافر للكثير من الأماكن السياحية المشابهة التي تنحصر سياحتها في الفترة الصباحية فقط، فالزائر لهذه السواحل لن يجد وقتا ضائعا كثيرا لديه، باعتبار أن النشاط الصباحي يبدأ مبكرا على الساحل بالرياضات البحرية المتنوعة والاستمتاع بالشمس المشرقة، وعندما يحل المساء وتغرب تلك الشمس المشرقة وتغادر على أمل يوم مشرق آخر، فإن هؤلاء السياح لن يضلوا طريقهم لقضاء أمسيات جميلة، تبدأ من المقاهي المنتشرة في الجانب المقابل للساحل، وكذلك وجود المحال التجارية التي تظل مشرعة أبوابها حتى ساعة متأخرة من كل ليلة، وتستقبل السياح بكافة الرغبات التي يريدونها، وتتنوع تلك المحال وفخامتها بحسب موقعها، فمثلا في بورت بانوس الراقي الذي يعتبر الموقع الأفخم في إسبانيا بكاملها، نظرا إلى وجود أكبر اليخوت لأثرياء العالم على مرساه، توجد أكبر الماركات العالمية، مثل: Dior، LV، وD& G وغيرها من الأسماء الكبرى في عالم التصميم والأزياء. الطقس لا يتغير الطقس في إسبانيا كل عام، فهو ثابت تقريبا، وإن كانت موجات الحر التي تمر على أوروبا، يكون لإسبانيا نصيبها منها إلا أن برودة مياه البحر وانخفاض الرطوبة، تبقيان سمة مميزة لا تتغير مهما اختلف الطقس، خلال صيف هذا العام بالتحديد، استمتع عشرات الملايين بدرجة حرارة معتدلة تراوح بين ال30 درجة مئوية نهارا وتنخفض لتصل إلى 25 درجة مساء. ودرجات الحرارة هذه تعتبر مثالية ولا يجد أي سائح أفضل منها على الإطلاق، فهي مناسبة للسياحة البحرية، ولا يشعر السائح بأي حرارة مرتفعة أو برودة منخفضة تمنعه من ممارسة نشاطه اليومي كما يحب ويرغب. التسوق في إسبانيا عالم آخر إذ تحفل إسبانيا بالمنتجات المتنوعة والمتميزة فهي تقدم للزائر منتجات يدوية الصنع ونادرة كاللوحات القديمة والأنتيكات والتماثيل التي تشكل قيمة فنية عالية. فضلا عن السجاد وآلات الجيتار والأثاث المصنوع يدويا والشالات المزخرفة المنسوجة يدويا والأواني المزخرفة والمراوح المزينة بالزخارف والبورسلان والكوبر والمنتجات الجلدية «الحقائب اليدوية والحافظات والأحذية» والبضائع المصنوعة في شمال إفريقيا كالمغرب والجزائر مثل الخزفيات والذهب، وفي مدريد تحديدا توجد منطقتان رئيستان للتسوق هما منطقة سالامانكا salamanca الأنيقة التي تحتضن أفخر الماركات العالمية وأزياء أشهر الأسماء في عالم الموضة الموجودة تحديدا في شارع سيرانو Calle Serrano وتباع الملابس والإكسسوارات التي تناسب الحياة الاعتيادية اليومية في شارع بريسايدوس Calle Preciados وشارع كارمن Calle Carmen. ويعد ايل كورتي انجليس أكبر وأهم سلسلة مراكز للتسوق في إسبانيا التي تضم كل شيء من أزياء مشاهير المصممين إلى أجهزة الكمبيوتر ويعد الفرع الموجود في باسيو دولا كاستيلانا Paseo de La Castellana الأفضل لشراء الأجهزة والملابس الرياضية وأجهزة الكمبيوتر والألعاب. أما فرع المركز الواقع في شارع سيرانو فهو متخصص في الأزياء والمجوهرات ومستحضرات التجميل ويفتح مركز التسوق أبوابه من الاثنين إلى السبت من العاشرة صباحا حتى التاسعة والنصف مساء، كما يعتبر ايه بي سي سيرانو من أكثر مراكز التسوق أناقة وفخامة في مدريد خصوصا بتصميمه الداخلي ذي الطابع العربي الجذاب. ويضم المركز خمسة طوابق تبيع الأزياء والمجوهرات والأجهزة الإلكترونية الذكية. ويفتح المركز من الساعة العاشرة صباحا حتى التاسعة والنصف مساء. الطعام الإسباني الأشهى على الإطلاق فن الأكل في إسبانيا سبب كاف ووجيه لزيارة هذا البلد وجزء من متعة تذوق المطبخ الإسباني يكمن في التنوع الكبير فالجغرافيا والمناخ يتغيران كثيرا من منطقة لأخرى، ولكل إقليم أسلوبه ونكهته الخاصة، فمنذ أن اختار فيليب الثاني مدريد عاصمة لإسبانيا أثر عدد هائل من الوصفات ونكهات الطعام لمختلف المناطق الإسبانية في مطبخ مدريد. ومن المستحيل اليوم القول: أي من الأطباق أصيل وأيها مستورد فمدريد الحاضر تقدم لأهلها ولضيوفها مطبخا «إسبانيا» أكثر منه مطبخا مناطقيا، ومن الأطباق التي تشتهر بها مدريد سوبا دو اجو أو شوربة الثوم وطبق الاسباراغوس اللذيذ. كما أنه يوجد الكثير من الأطباق المطبوخة من لحم الضأن ولحم العجل. وتعتبر مدريد بحق جنة لمحبي الأكلات البحرية بمختلف أنواعها وأشكالها ففي مدريد يوجد ثاني أكبر سوق للسمك في العالم بعد طوكيو، وفي كل متجر ومطعم ستجد تنوعا مهولا من الأسماك بجودة غير عادية .