يتبادر إلى ذهن كل مطلع على الأحداث التي حصلت مؤخرا أن الرئيس أوباما وقع في نفس الفخ الذي وقع فيه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، فالأخير قبل رحيله أمطرنا بوابل من القرارات التي دلت على عدم حنكته وبعد رؤيته للأمور، وعلى رأس تلك القرارات قراره غير الصائب بالحرب على العراق. ويبدو من التسلسل التاريخي للقرارات الأمريكية أنه يتوارثها الرؤساء رئيسا بعد رئيس. فهاهو خليفته الأسود الذي ظن العالم أجمع أن اختلاف لونه قد يمنحه اختلافا في النظر إلى الأمور بأكثر منطقية وأدق شفافية. فالمتأمل في خطابه الذي أذاعه يوم قتله لابن لادن على حسب زعمه تجد فيه من المبالغة والمغالطة الكثير، فقد استخدم أوباما ضمير المتكلم أنا في خطابه عدة مرات دون أن يكون هناك داع إلى ذلك، أضف إلى ذلك أنه إلى يومنا هذا لم يقدم لنا أي دليل على مقتل بن لادن سوى ذلك الخطاب المزعوم الذي وجهه إلى الشعب الأمريكي والعالم أجمع، وكأنه يتلاعب بعواطف شعبه الأمريكي قبيل الانتخابات الجديدة. وكأن شعبه والعالم لا يعي حجم الضرر الذي قد يلحق العالم من جراء القتل. والأدهى والأمرّ تلك الطرفة السخيفة التي تلت ذلك الخطاب وهي تكفين جثة بن لادن حسب الشريعة الإسلامية وإلقاؤها في البحر.. والسؤال الذي يطرح نفسه: من أين استمدت أمريكا معلوماتها الإسلامية حتى تلقي بجثة بن لادن في البحر؟ ومنذ متى بلغ خوف أمريكا على عقيدة المسلمين حتى تسعى جاهدة إلى أن تجنبهم بدعة تحويل قبره إلى مزار. لقد سئم العالم من أخطاء أمريكا المتكررة التي تتحمل نتائجها الشعوب البريئة. حتى أسامة بن لادن الذي لا يعلم العالم أهو حي وسيقضي إجازته الصيفية على شواطئ أمريكا الساحرة، أم أنه مات ميتة طبيعية منذ عدة أعوام، أو أنه قتل فعلا من جراء الغارة الأمريكية وألقيت جثته في البحر فكان طعاما شهيا للحيتان والأسماك. ومهما كان مصير بن لادن إلا أن هذه اللعبة انتهت صلاحيتها، وعلى الدولة العظمى أمريكا مهمة البحث عن لعبة بديلة تستطيع من خلالها خلق الأعذار لممارسة المزيد من القرارات غير الصائبة.