احتفل الامريكيون الاثنين بتصفية اسامة بن لادن في عملية نفذتها وحدة كوماندوس امريكية في باكستان بعد عشر سنوات من اعتداءات 11 سبتمبر 2001، لكن القلق لا يزال قائماً بسبب الخشية من اعمال انتقامية. احتفالات عارمة اجتاحت امريكا عقب الاعلان عن مقتل ابن لادن «رويترز» وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما الاثنين بعد 12 ساعة من اعلانه مقتل ابن لادن، «اعتقد اننا جميعاً متفقون على القول انه يوم عظيم لأمريكا». واضاف: «العالم بات اكثر امانا، انه مكان افضل بعد مقتل اسامة بن لادن». وتابع: «اليوم، علينا ان نتذكر كأمة انه لا شيء لا يمكننا القيام به حين نعمل معا». وسادت اجواء احتفالية في الساحات الامريكية حيث تدفق الناس بصورة عفوية في الليل الى الشوارع في المدن الكبرى خصوصاً في موقع هجمات 2001 وامام البيت الابيض، هاتفين «يو اس ايه، يو اس ايه» (امريكا، امريكا). وفي نيويورك، قالت جويس ميرسر التي قتل ابنها الاطفائي في 11 سبتمبر 2001، خلال مؤتمر صحافي «انا فخورة بحكومتنا. اسامة بن لادن لم يعد موجوداً. شكراً للرئيس، شكراً للقوات الخاصة. انا افخر بأني امريكية». وقال جيم ريشيز الذي كان ابنه احد رجال الاطفاء ال343 الذين قتلوا في عمليات الانقاذ في برجي التجارة العالمية في نيويورك إنه سعيد «وكذلك عائلتي واعتقد ان الامر مشابه ايضا لثلاثة آلاف عائلة امريكية تضررت» خلال 11 ستبمبر. ومن ناحيته، قال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ في كلمة في موقع الهجمات ان مقتل ابن لادن يظهر الى اي درجة «تفي الولاياتالمتحدة بوعودها». وقال كبير مستشار الرئيس الامريكي لمكافحة الارهاب جون برينان ان الولاياتالمتحدة ستقضي على تنظيم القاعدة كما قضت على اسامة بن لادن. واعتبر ان مقتل زعيم التنظيم الارهابي «يشكل لحظة حاسمة في الحرب على القاعدة، الحرب على الارهاب، عبر قطع رأس الافعى التي هي القاعدة». وقتل ابن لادن (65 عاماً) في مدينة ابوت اباد على بعد 80 كلم شمال اسلام اباد في فيلا كان يتحصّن فيها. ونفذت وحدة من القوات الخاصة في البحرية الامريكية «نيفي سيلز» العملية التي قتل خلالها ابن لادن برصاصة بالرأس. وقال مسؤول امريكي انهم كانوا سيعتقلونه حياً لو استسلم، ولكنه قاوم وبالتالي قتله الجنود. وقتل اربعة اشخاص آخرين في العملية هم امرأة يُرجح انها زوجته وابنه واثنان من معاونيه.. ووفقاً للرئيس الأمريكي لم يصب اي امريكي في العملية كما لم يتم اعتقال اي شخص. ويخشى ان يعاد طرح دور باكستان مجدداً بعد مقتل ابن لادن، ولم يستبعد برينان ان يكون ابن لادن تلقى مساعدة من مسؤولين باكستانيين، وكشف ان واشنطن لم تبلغ اسلام اباد بالعملية الى ما بعد انتهائها. واكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاثنين ان التعاون مع باكستان ساعد في تحديد مكان اسامة بن لادن. اكد ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات الامريكية المركزية (سي آي ايه) الذي قام بتوجيه عملية اغتيال ابن لادن، انه «من المرجح جدا» ان تسعى مجموعات متطرفة للثأر لزعيمها. صلاة وقبر في البحر وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الامريكية الاثنين ان صلاة الجنازة اقيمت على جثمان ابن لادن على متن حاملة الطائرات الامريكية كارل فنسون، ثم ألقي في بحر عمان قبالة الشواطئ الباكستانية. وقال مسؤول امريكي ان الامريكيين يخشون من ان يتحوّل قبر ابن لادن الى مزار، ولذلك تم إلقاؤه في البحر. وقال مسؤول كبير رافضاً كشف هويته: أقيمت الصلاة على جثمان ابن لادن ابتداء من الساعة 5,10 ت غ ولمدة خمسين دقيقة، مؤكدا انه «تم الالتزام بالاحكام المتبعة في صلاة الجنازة الإسلامية». واوضح انه تم غسل جثة ابن لادن ثم وضعت في كفن ابيض وضع بدوره في كيس مثقل. وقد تلا ضابط الصلاة التي قام مترجم بتعريبها. ثم وضعت الجثة على قاعدة ألقيت منها الجثة في المحيط. أمريكا تخشى الانتقام وتوالت التحذيرات من اعمال انتقامية واعلنت عدة دول تعزيز التدابير الامنية. واصدرت الولاياتالمتحدة مذكرة الى قواتها الامنية للتأهب تحسباً من عمليات انتقامية على اراضيها وفي الخارج. واكد ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات الامريكية المركزية (سي آي ايه) الذي قام بتوجيه عملية اغتيال ابن لادن، انه «من المرجح جداً» ان تسعى مجموعات متطرفة للثأر لزعيمها. وتعهّدت طالبان الباكستانية المتحالفة مع القاعدة بالثأر لابن لادن، متوعّدة بضرب اهداف امريكية وباكستانية. ولكن وزيرة الداخلية الأمريكية جانيت نابوليتانو قالت انه لا يوجد تهديد وشيك للولايات المتحدة وان البلاد لم ترفع مستوى التأهب. وقالت وزارة الداخلية «لا تملك الاستخبارات الامريكية اي مؤشر الى لائحة اهداف للقاعدة في الولاياتالمتحدة» مذكرة بأن «تاريخ مؤامرات الشبكة يدل على وجوب تركيز الانتباه على الاهداف الرمزية، الاقتصادية ووسائل النقل». وحذر خبراء معلوماتية من شن هجمات معلوماتية على نطاق واسع على شبكة الانترنت من قبل قراصنة يستغلون الحدث العالمي الذي شكله مقتل اسامة بن لادن. مجلس الأمن يرحّب رحّبت العواصمالغربية بمقتل ابن لادن وهنات واشنطن على «انتصارها»، مذكّرة مع ذلك بأن نهاية ابن لادن لا تعني نهاية القاعدة ومكافحة الارهاب. وفي نيويورك أشاد مجلس الامن الدولي الاثنين بالاعلان عن مقتل اسامة بن لادن مشيراً الى ان الامر يتعلق ب»تطور اساسي» في الحرب ضد الارهاب. واعتبرت الدول ال15 مع ذلك ان «الارهاب لن يهزم بالقوة العسكرية» ولن يهزم الا من خلال «خطة شاملة تأخذ بالاعتبار الظروف التي تسهم في ظهور الارهاب».