هل تعتقد أنك فوق القانون بطريقة ما؟ هل تشعر أنك ستستمر في إزعاج الآخرين دون أن يتدخل أحدهم؟ أيها «المواطن» الذي أثار القلق من حوله، إلى متى ستستمر في هذه الممارسات؟ «تتحلطم» كثيرا عن البطالة، تختلق لها مئات الأسباب، وتتحدث عن آلاف المخاطر التي ستنتج عنها، لكن لم يسبق أن فتحت فمك الذي يثرثر كثيرا عن السبب الأهم لوجودها، وهو أنت! نعم يا أيها «المواطن» يستحيل وجود البطالة لولا وجودك، وستتراجع أعداد العاطلين عن العمل بتراجع أعداد فصيلتك المتمثلة فيك وفي أصدقائك المواطنين الآخرين. أتتذكر مقدار الإزعاج الذي سببته حينما ارتفعت الأسعار؟ هل سألت نفسك هذا السؤال البسيط: هل يمكن أن يرفع التجار أسعارهم فيما لو لم يكن هناك مواطنون يشترون سلعهم؟ حينها ستكتشف أن الإجابة ببساطة: لا. أتتذكر ما الذي فعلته في ذلك الوقت؟ هل تذكر حينما تميزت من الغيظ عندما خرج المسؤول السابق وقدم لك وصفة تغيير نمطك الغذائي؟ ما المشكلة في كلامه؟ أم أنك تريد أن تحصل على كل ما ترغب فيه، مهما كان الثمن! لماذا لم تطفح أي شيء يسد جوعك؟ علب المشروبات الغازية الفارغة على سبيل المثال! أوراق الصحف التي تملأ الوطن دون أدنى فائدة؟ هل تعلم أن بلادك أيها المواطن تفتقد خدمات «إعادة التدوير»؟ لماذا تستكثر عليها مثل هذه الخدمة؟ نقص الأسرة، حمى الضنك، نقص المقاعد الجامعية، الزحام المروري، الحوادث، حتى الأزمات السكانية. كل المشاكل التي تتحدث عنها ستكتشف أنها ستنتهي بمجرد انقراضك. أكره فكرة أن نضطر إلى «تبخيرك» بالأشعة الحارقة، أو حتى إلقاء الغازات السامة عليك، صحيح أننا طالما استمتعنا بمنظرك وأنت تتألم، لكننا مع ذلك لسنا بهذه القسوة. لذلك لماذا لا تقدم لنا هذه الخدمة التي لن ننساها لك ما حيينا، أرجوك تناول أي آلة حادة قريبة منك وابدأ بطعن نفسك، اطعنها الآن وتخلص منك، فإننا منذ بداية اليوم حتى الآن لم نستطع جمع عشرة أسباب تبرر بقاءك حيا يا صديقنا المزعج. الإمضاء: «الناس الثانيين».