منذ انطلاق الرياضة في المملكة ورياضة كرة القدم تحظى بالنصيب الأكبر من المتابعة والاهتمام؛ مما خلق لها فرصاً أوسع لتطويرها من اقتحام عالم الاستثمار لها من أوسع أبوابه، ووصول عقود لاعبيها إلى مبالغ طائلة؛ حتى جاء التحرك مؤخراً من قبل مجلس الشورى لدراسة خصخصة الأندية الرياضية.. من هنا انطلقت اليمامة لتطرح تساؤلها على عدد من المختصين حول ماذا بعد الخصخصة كيف سيكون حال الألعاب الأخرى؟ هل سيتم تطوير تلك الألعاب وجذب الجماهير المستثمرين إليها؟ وهل ستحظى الألعاب الأخرى بالمتابعة والاهتمام من قبل الجماهير والمستثمرين؟ المستثمر يشتري النادي ككل في البداية تحدث لنا المهندس محمد القويحص عضو مجلس الشورى وقال بأننا في مجلس الشورى ندرس النادي بصفة عامة ليس فقط في لعبة معينة، فالأندية ثقافية اجتماعية، وبالتالي لا يتم التركيز على لعبة معينة، والخصخصة لا بد أن تشمل النادي ككل، أما قضية الألعاب الأخرى فإنها مسؤولية إدارة الأندية؛ وهي من يعمل على كيفية الاهتمام بها وجذب المتابعين، فهناك ألعاب جماهيرية ككرة الطائرة والسلة وكرة القدم والتي قد تقدم المردود المادي للنادي؛ ولكن على الأندية أن تهتم في دورها كأندية ثقافية اجتماعية، وأن تهتم بجميع الألعاب سواء ذات شعبية أو ليست كذلك. فالدولة عملت على إيجاد البنية التحتية للأندية من ملاعب وصلات رياضية وغيرها، ولا بد للأندية أن تستغلها، فهناك الكثير من المواطنين من يهتم بالرياضات الأخرى ويفضل ممارستها على كرة القدم. و أضاف بلا شك بأن المستثمر يبحث عن الأرباح المادية والكثير من المستثمرين من يتبرع بعشرات الملايين من دون أن يتوقع لها مردود مباشر، وإذا تقدم مستثمر ما لشراء ناد معين، فبلا شك إنه لن يبحث عن تحقيق الربح من خلال جميع الألعاب؛ ولكن هو يتوقع الربح من ذلك النادي، ولا بد أن نعي بأن عملية الخصخصة ليست حديثة على مجتمعنا بل هناك الكثير من القطاعات المتخصصة والناجحة؛ ومتى ما أصبحت الأندية شركات فإنها ستكون أكثر تطوراً؛ ونحن الآن نشاهد معظم الأندية شبه متخصصة، وحققت قفزات هائلة في التطور، وجميع هذه الاستثمارات هي في طريقها إلى خصخصة متكاملة بمعناها الشامل. وأكد قائلاً: نحن في مجلس الشورى لم ندخل في تفاصيل عملية الخصخصة في جميع الألعاب؛ ولكن نحن نطالب بمفهوم مبدأ الخصخصة، ولا بد أن تكون هناك دراسات تدريجية لعملية الخصخصة؛ ومثلاً على سبيل المثال خصخصة الناقل الوطني في المملكة العربية السعودية تم بعد دراسة امتدت إلى سنوات، وبالتالي العملية قد تكون مماثلة للأندية؛ وقد تأتي الدراسة مبتدئة بكرة القدم وثم تنطلق إلى الألعاب الأخرى، ومجلس الشورى لم يقدم دراسة واضحة؛ ولكن انطلق من مبدأ توجه الدولة نحو خصخصة العديد من القطاعات من الصحة والكهرباء والتعليم وغيرها من القطاعات؛ وبالتالي خصخصة القطاعات توجد عملاً أكثر مرونة في الإدارة والتوسع، وبلا شك الخصخصة لها نجاحات كبيرة والخصخصةحالياً هي المطلب. الاهتمام بالقاعدة والنشء مطلب أما رئيس اتحاد الطائرة الأستاذ محمد مفتي فقال نحن في اتحاد الألعاب نعمل على تطوير تلك الألعاب بشتى الطرق؛ ولكن نحن بحاجة إلى الدعم من قبل الأندية فمتى ما استطعنا الاهتمام بالنشء والقاعدة، فإننا سنبحث في المستقبل جيلاً يهتم بهذه الرياضات ونوجد فريقاً قادراً على المنافسة العالمية وليس فقط على الصعيد المحلي. و أضاف قائلاً: أنا أقترح على الأندية أن تعمل على إيجاد مراكز تدريب لمثل هذه الألعاب أو الرياضيات الأخرى غير كرة القدم، حتى يتم جذب الجماهير العاشقة لمثل هذه الألعاب، وأن تتم رعاية هذه المراكز من قبل الشركات المتخصصة، ومتى ما أوجدنا أكثر من مركز على مستوى المملكة سنوجد في المستقبل جيلاً مهتماً باللعبة وخلقنا فرصاً استثمارية لها. و أشار إلى أن عملية جذب المستثمر تقع على عاتق الإعلام في المقام الأول؛ فمتى ما كثف الإعلام جهوده نحو التركيز على الألعاب المختلفة، فإنه سيجذب المستثمر إلى تلك الألعاب، بلا شك وذلك لطبيعة المستثمر؛ والذي يبحث عن الربح في المقام الأول، وأنا لن أحمل الإعلام المسؤولية، فهي عملية مشتركة وعلينا جميعاً التكاتف من أندية واتحادات رياضية وإعلام لكي نخلق في المستقبل فرق قادرة على جذب الجماهير والمنافسة على الصعيد العالمي وليس على المحلي فقط. فرصة للألعاب الأخرى فيما تحدث نائب رئيس الهلال سابقاً الكاتب الرياضي المهندس طارق التويجري والذي قال بأن لعبة كرة القدم هي قائدة الألعاب الأخرى لدينا؛ وهي أكثر لعبة انتشاراً ومتابعة، ونجاحها في عالم الخصخصة سيخلق فرصاً أكبر لنجاح الألعاب الأخرى؛ حيث سيكون نموذجاً يحتذى به، وانتشار لعبة كرة القدم هو من أوجد الدراسات والبحوث لتطوير هذه اللعبة. و أضاف قائلاً بأن دراسة خصخصة الأندية من قبل مجلس الشورى أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب يأتي وفق عدد من الخطوات التدريجية، وعلينا أن لا نستبق الأحداث وننتظر نجاح كل خطوة، وفي حال نجاحها فإنها بلا شك ستفتح المجال نحو الألعاب الأخرى. و أشار إلى أنه علينا جذب المستثمرين نحو الدخول في الألعاب الأخرى بالاهتمام بتلك الألعاب أكثر من حيث الإخراج والنقل التلفزيوني وعمل الدراسات الإحصائية لها؛ فالمستثمر يبحث عن الربح في المقام الأول وتقديم الدراسات والإحصاءات لواقع تلك الألعاب يكشف للمستثمر أي الألعاب التي يريد الدخول بها، وإن كانت نتائج الألعاب ليست مشجعة لبعض الشركات؛ ولكن علينا أن نعي بأنه ليس جميع الشركات الكبيرة تريد الدخول في جميع الألعاب، فهناك شركات قد يكون لها فرصة الدخول في لعبة معينة على حسب إمكاناتها المتاحة. كشف الحقيقة فيما كان أحمد المحتسب المدير التنفيذي لشركة صلة إحدى الشركات التسويقية في المجال الرياضي له رأيه في قضيتنا حين قال بأن الاستثمار والتسويق الرياضي يعتمد على ركيزتين أساسيتين ألا وهي المتابعة والمشاهدة، فإذا لم يكن لدى الجمهور ذلك التذوق لأحد تلك الألعاب فليس من الطبيعي أن يتقدم المستثمر لتلك اللعبة، ومتى ما تم تسليط الضوء للعبة معينه فالبتأكيد ستتجه إليها الشركات، وأنا شخصياً أعتقد بأن رياضة السيارات حالياً هي إحدى الرياضات القادمة وبقوة وقد تحتل المرتبة الثانية خلف رياضة كرة القدم؛ وذلك لما تحظى به من متابعة واهتمام. والمستثمر دائماً ما يبحث عن الربح وبعيداً عن الرياضة من المستحيل دخول المستثمر في منشأة خاسرة سواء كانت رياضية أو غير ذلك. و أضاف هناك دول قد تهتم في رياضات أخرى حسب نوعية المتابعة من قبل الجماهير فمثلاً هناك دول قد تهتم في كرة السلة أو رياضة أخرى؛ وذلك يعود إلى طبيعة الجماهير وتذوقها وأنا أعتقد بأن أهم الرياضات الموجودة في المملكة العربية السعودية هي رياضة كرة القدم ثم رياضة السيارات ثم رياضة الفروسية بمختلف مسابقاتها. وأشار إلى التخصص مطلب رئيس؛ وقال أنا أحد المؤمنين بالتخصص وليس من المفترض أن يكون في كل ناد أكثر من لعبة؛ وذلك حتى يتم استثمار هذه الألعاب وبالشكل الصحيح، ويتم إتقانها في وجود أكثر من لعبة في ناد واحد قد يسلط الضوء على لعبة ويهمل الأخرى وبلا شك بأن فصل الرياضات عن بعضها وعدم تجميعها في ناد واحد سيخلق فرص استثمار أوسع؛ وذلك يعود إلى أن المستثمر يعلم ما هي اللعبة الأكثر دخلاً مادياً وهو ما يبحث عنه المستثمر في المقام الأول، وإذا تمت عملية فصل الألعاب فإن لكل لعبة حسابها الخاص من أرباح وخسائر وكل رياضة تعتمد على مداخيلها فقط وبالتالي الرياضية التي تحظى بأهمية ومتابعة هي من يبحث عنها المستثمر.