شاو ين فات – زاهو أكسن- لي يو. تمثيل: سيناريو وإخراج: هو لي. النوع: دراما تاريخية يعود فيلم «كونفوشيوس» إلى أجواء ما قبل الميلاد «في الفترة بين عامين 51 و73 قبل الميلاد» احتفاء بحياة الفيلسوف والسياسي الصيني «كونفوشيوس» الملقب بالمعلم الأكبر وأبو الثقافة الصينية. وقد اختارت المخرجة «هو لي» أسلوب حبكة المغامرة التي تتبع الذاتي كمسلك لسرد قصة حياة «كونفوشيوس». يبدأ الفيلم بظهور الحكيم «كونفوشيوس» في خريف العمر كموظف لدى حكومة مملكة «لو» وهو يحاول ترسيخ فكرته السياسية ب«أن الشعب يجب أن يحظى بحكم لائق أخلاقيا» لكن أفكاره التقدمية السياسية تواجه بالعراقيل والعقبات من بعض كبار رجال البلاط. وعندما يبلغ كونفوشيوس الخامسة والخمسين من العمر، يغادر مملكة «لو» بعد أن سيطر عليه الإحباط، ويتنقل من بلد لآخر لمدة 14 سنة بصحبة أتباعه الأوفياء. ويتعرض الحكيم خلال تنقله بين الولايات الصينية لمشقات كثيرة وصعوبات لم تمنعه من ممارسة التعليم الذي يعده هدفه الأسمى بالحياة، فيجول الغابات والطرق إلى مدارس يلقي فيها فلسفته لأتباعه، ويعود في نهاية الفيلم إلى مملكة «لو» التي خرج منها منفيا، ويختار الابتعاد عن السياسة ويبقى معلما حتى وفاته. في فيلم «كونفوشيوس» تتفوق المخرجة على الكاتبة في نفس صاحبته «هو لي»، فالسيناريو الذي قدمته يقوم على حبكة أفلام السيرة الذاتية، لكنها جاءت حبكة ضعيفة، لان عظمة كونفوشيوس تتجلى أساسا في أفكاره التي لم يعطها الفيلم حقها على حساب أحداث حياته، وإن كانت قد ركبت بعض الأحداث الجديدة والمشوقة للقصة ك«ملكة مملكة واي» التي حاولت إغواء كونفوشيوس. لكن «لي» قدمت في الجانب البصري رؤية تنم عن إبداع واقتدار تمثلت في استحضار البيئة الصينية القديمة المكانية والديكور والملابس، والموسيقى التصويرية، وبتوظيفها للانتقال بين أحجام القطات وكادرات الكاميرا. كما أنها برعت في تصوير مشاهد الحروب، واستطاعت خلق صور سينمائية مبهرة قاربت من خلالها أعظم الأفلام التاريخية العالمية، وهي التي برعت بذلك عبر عدد من المسلسلات التاريخية التي قدمتها سابقا.