أحمد السقا- غادة عادل- خالد صالح – سوسن بدر. أيمن بهجت قمر، إخراج: عمرو عرفة تمثيل:سيناريو:النوع: كوميديا اجتماعية هي مفارقات الحياة، ذلك المزيج المتناقض بين الكوميديا والتراجيديا، الصانع لفحوى الحياة ومعناها، ومن هذه الثيمة ينطلق فيلم «ابن القنصل» ليقدم هذا التناقض/ المزيج بقالب بصري عن صراع المنظومات الفكرية في عقول البشر بين قيم الإيمان والصلاح، وبين الشر والفساد، وبتحميل على مقولة صراع الأجيال بين الآباء والأبناء، لتكون النهاية استمرار الحياة وفق قوانينها. يحكي الفيلم حكاية «عادل» الملقب ب«القنصل» لكونه من كبار المزورين، والذي قضى في السجن أكثر من 30 عاما، وها هو يخرج للدنيا من جديد ليلتقي بابنه «عصام» الذي لا يعرفه فيجده انتمى إلى جماعة دينية، ويحاول هذا الابن إثبات بنوته للأب الذي يشك فيه لأن علاقاته العابرة لم تكن تحتمل أي أبناء، ولكنه يلجأ له في النهاية ليجد مأوى، وتتفجر المفارقات الكوميدية عبر التناقض بين الأب المزور النصاب المتشوق للفسق والنساء، وولده المتدين وينتهي الفيلم بعد كل ذلك بتكشف حقيقة «عصام» كونه شخصا نصابا اسمه «ناصر السماك» وابن أحد أصدقاء القنصل القدامى. الفيلم هو اللقاء الثاني بين أحمد السقا وعمرو عرفة بعد فيلمهما «أفريكانو» وبعد أن نضج الاثنان وكبر رصيدهما الدرامي، ليقدما عملا متكاملا بكل عناصره، بداية من السيناريو الذي كتبه الشاعر «أيمن بهجت قمر» بسبك متين وتصاعد درامي مشوق ومفاجئ للمشاهد، وهو الميزة الرئيسية للفيلم، وهذا ما عكسته الرؤية الفنية العالية وكاميرا عرفة وخصوصا في مشاهد الاستعراض العمراني لمدينة الإسكندرية، ثم عبر الاختيار المدروس للممثلين، وخصوصا العملاق «خالد صالح» الذي قدم أداء مذهلا ومفاجئا كونه لم يقدم الأدوار الكوميديا السابقة بمساحة شخصية القنصل، حتى إنه غدا الحامل الرئيسي للأداء التمثيلي في الفيلم. كذلك كان أداء «أحمد السقا» الذي ابتعد عن الآكشن ليقدم دورا إنسانيا أساسه المفارقة الهادئة، وربما كانت أضعف العناصر في الفيلم هي الموسيقى التصويرية التي وضعها مؤلف الفيلم والموسيقار «محمود طلعت» وجاءت نمطية تخلو من الجملة الموسيقية الجديدة.