كشفت مجلة «نيوزويك» الأمريكية تفاصيل مثيرة للحظات الأخيرة في حياة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي كان يقيم في مخبأ حصين قرب أكاديمية عسكرية لتدريب الجيش الباكستاني في بلدة أبت أباد الجبلية شمال العاصمة إسلام أباد، وذلك في تقرير مطول نشرته على موقعها الإلكتروني، أمس، بعنوان «عقد من الزمان للقضاء على بن لادن». وتساءلت عن الفترة التي يمكن للقاعدة الاستمرار فيها والصمود، خاصة أن الأمر استغرق من أمريكا للعثور على زعيم التنظيم وقتله نحو عشرة أعوام كاملة. وقالت المجلة إن وحدة خاصة تابعة للبحرية الأمريكية شنت غارة على المكان الذي كان يشتبه بأن بن لادن يتواجد به، تسندها مروحيتان بقيادة وكالة المخابرات المركزية «سي آي أيه»، ما أسفر عن مقتل بن لادن وأحد أبنائه وإصابة زوجته. وأوضحت أنه بعد مرور تسعة أيام على العرض العسكري الذي رعاه رئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني أشفق برويز كياني في الأكاديمية المجاورة، والذي استمع بن لادن لجانب من صخبه والكلمات التي ألقيت في المناسبة؛ شنت أمريكا عمليتها الهجومية ضده وتمكنت من قتله، فجر الثاني من مايو الجاري. وفي ذلك اليوم، لم يكمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعبة الجولف على غير عادته، وغادر الملعب في منتصف اللعبة وعاد إلى البيت الأبيض. وسرعان ما تسمر أوباما وعدد كبير من مستشاريه ومعاونيه من بينهم نائبه جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع روبرت جيتس في إحدى الغرف تنتابهم مشاعر الرهبة والتوتر وهم يشاهدون العملية الهجومية ضد مقر بن لادن في باكستان على الهواء مباشرة عبر البث الذي كانت ترسله إلى واشنطن كاميرات الفيديو التي كان يحملها أفراد البحرية. وأما مدير وكالة المخابرات المركزية، فكان يشاهد العملية من مقره في الوكالة بمنطقة لانجلي عبر نهر بوتوماك في ولاية فيرجينيا. وتضيف نيوزويك أن عناصر البحرية الأمريكية دخلوا منزل بن لادن يبحثون عنه طابقا طابقا وغرفة غرفة. وأثناء صعودهم إلى الطابق الثالث، ظهر فجأة أحد أنجاله في الدرج وهو يحمل بندقية فأردوه قتيلا. وعندما دخلوا إلى غرفة النوم، فوجئوا بزوجة بن لادن تندفع نحوهم فأطلقوا عليها الرصاص وأصابوها في ساقها، ليجدوا أنفسهم مباشرة أمام الرجل نفسه من غير سلاح مرتديا ملابس فضفاضة؛ فأطلقوا عليه رصاصة في الصدر وأخرى في الرأس بعد أن صاح بعضهم بالاسم الرمزي لابن لادن وهو «جيرونيمو». وسرعان ما ترددت هذه الكلمة في جنبات البيت الأبيض وفي لانجلي، فقد قتل العدو في العملية. وكانت الساعة تشير إلى الواحدة و15 دقيقة من صباح الثاني من مايو 2011 بتوقيت الباكستان. ونقلت مروحيتان أمريكيتان الجثمان وأفراد الوحدة الخاصة إلى قاعدة باجرام العسكرية في أفغانستان، حيث تم التعرف على جثة بن لادن التي تم إلقاؤها بعد ساعات في البحر، دون أن يتركوا فرصة لوضع شاهد على ضريحه. وبهذا انتهت المطاردة الأمريكية لزعيم القاعدة،THE HUNT WAS OVER.