لم يكن أكثر المتفائلين من محبي فريق النصر يتوقع أن يخرج عبدالغني ورفاقه من مواجهة بختاكور الأوزبكي ضمن الجولة قبل الأخيرة لتصفيات دوري أبطال آسيا بتلك النتيجة الكبيرة «4 0» مقسمة على شوطي المباراة، فهو لم يحققها في أفضل حالات تعافيه في دوري زين على أي فريق، فكيف في الدوري الآسيوي وأمام فريق عريق مثل الفريق الأوزبكي، لكن العارفين ببواطن النصر يدركون أنه أصبح الفريق الذي لا يمكن التنبؤ بما سيفعل. لا يختلف اثنان على أن النصر لديه أفضل لاعبين محليين يمكن اعتبارهم العمود الفقري أو القاعدة التي يبنى عليها فريق بطل.. وليس منافسا فقط، لكن سوء التخطيط أو لنقل وضع الثقة في غير محلها سواء في الجهاز الفني بقيادة زينجا الذي تولى مسؤولية اختيار المحترفين الأجانب مثل الرومانيين بيتري ورازفان والأسترالي ماكين.. أو في الجهاز الإداري الذي بات صداعا يتمثل في القريني بعد التخلص من زينجا ورازفان، جعل النصر يدفع الثمن غاليا من المال وفرص المنافسة في الموسم الرياضي بخروجه من ثلاث مسابقات صفر اليدين، ولو قيض لإدارة النادي بقيادة الأمير فيصل بن تركي الناصح الأمين في اختيار الجهازين الفني والإداري والمحترفين الأجانب لكان النصر اليوم أحد أبطال الموسم الحالي والمنافس الأقوى على بطولة الدوري في ظل تراجع مستويات الاتحاد والشباب. فيصل بن تركي ربما خذلته خبرته.. لكن خذله أكثر من وضع ثقته بهم كمجاديف لمركب «النصر» الذي يقوده ويطمح إليه. التجربة دوما هي التي تصقل الإنسان وتزيد من تراكم خبراته، وإدارة النصر ورئيسها شفاه الله أمامها فرصة الموسم المقبل لإعادة صياغة قراراتها لكتابة «النصر» بطريقة تليق بما توفر له وبما يتطلع له مدرج الشمس الكبير، فالمجاملات ووضع الثقة في غير محلها.. والوعود التي لا يوفى بها، وعدم المكاشفة المبكرة وبتر العضو غير الصالح أحد أبرز أخطاء الموسم الجاري. قفلة سعود حمود.. لاعب حكاية تستحق أن تقرأ بتمعن في كيفية قدومه من نادي الرياض بنصف مليون.. وكيفية حصوله على فرصته.. وكيف استغلها بجهده ليكون أحد أهم عوامل تفوق فريقه مع المحترف الكويتي بدر المطوع، ليستفيد بعض نجوم الفريق الذين أخذوا أكثر مما أعطوا للكيان النصراوي.