تكالبت الظروف على النصر مما هز من استقراره الفني والمعنوي لتتحول حالة الرضا لدى جماهيره وتتبدل الى غضب عارم على كل شيء الادارة والمدرب واللاعبين ففي الوقت الذي كانت كل المؤشرات والدلائل في مراحل الاعداد تنبئ عن تطور فني نصراوي يعيد الفريق لمنصات التتويج ويشبع نهم جماهيره. وبعد ان استعد النادي مبكراً بالتعاقد مع المدرب الايطالي زينجا والذي حضر قبيل نهاية الموسم وتابع الفريق عن قرب قبل ان يتولى الاشراف عليه ثم بالصفقة التي وقعها النصر ونقل بموجبها اللاعب عبدالرحمن القحطاني لصفوفه كلاعب دولي له ثقله الفني ثم بمنح المدرب حرية اختيار اللاعبين الاجانب واختيار المكان المناسب لاقامة معسكر للفريق جاء في ايطاليا ولمدة تجاوزت الشهر خاض فيها الفريق عدة مناورات ومباريات ودية اظهر فيها حسن خطوات الاستعداد وزاد من ثقة جماهير النصر بعودة فريقها لتستقبله فور عودته بمدرجات تكتظ بالحضور في التمارين مما جعل كل النقاد يرشحون النصر بانه سيكون له كلمته القوية في منافسات الموسم، الا ان المفاجأة جاءت اولاً بالطريقة التي نهجها المدرب زينجا في مباريات الدوري والتي تتغير من مباراة لاخرى مع تغيير في التشكيل بين مباراة واخرى ليفتقد الفريق لاهم مقومات العطاء والمتمثل في الانسجام والاستقرار. بداية الهزة وتبدأ نتائج النصر تهتز وسط عجز واضح من المدرب زينجا لمعالجة اوضاع فريقه ليفقد ست نقاط كان بالامكان الحصول عليها بسهولة لكنه خرج بالتعادل امام التعاون ثم الشباب ثم الفيصلي ولم يتعلم زينجا من هذه الدروس بل واصل تخبطاته في التشكيلة ليلعب مباراة الوحدة بأسلوب غريب وليخرج خاسراً من فريق لم يتذوق طعم الفوز طوال الجولات الماضية وليته استفاد ايضاً من هذه الخسارة التي حولت الجماهير لناقمة عليه وعلى عمله وعلى الفريق اجمع بل انه عاد لمباراة الرائد ليبدأها بتشكيلة عجيبة غريبة بعد ان دفع بلاعب الوسط بيتري ليلعب مدافعاً واعاد ماكين الذي استبعده امام الوحدة ليلعب الى جوار بيتري وغير في خط الوسط والهجوم ومن كان احتياطياً في مباراة الرائد اصبح خارج التشكيلة ومن كان خارج التشكيلة اصبح في هذه المباراة اساسياً. تخبط فني انه التخبط الفني الذي يقود به زينجا النصر والذي لا يعلم متى سيتوقف في ظل الدعم الاداري القوي للمدرب والابقاء عليه رغم كل تخبطاته التي اصابت كل النصراويين بما فيهم اللاعبون والذين اصبحوا لا يعون ما هو مطلوب منهم في هذه المباراة او تلك المباراة فالتخبط الفني قد يؤدي لهدم الاساس الذي حاولت الادارة بناؤه في الموسم الماضي وبدايات هذا الموسم. اما بالنسبة للاعبين الاجانب فحدث ولا حرج فقد سقط المدرب وبدرجة كبيرة في عملية اختيار الاجانب بعد ان منحته الادارة ثقتها في ذلك بل ان اللاعبين الاجانب الذين احضرهم كان كثيراً منهم على دكة الاحتياط بقناعة منه بعدم فائدتهم للفريق فعلى اي اساس تم التعاقد مع الاسترالي ماكين وهو لا يملك مواصفات المدافع الذي يبحث عنه النصر بل ان البرازيلي السابق (ادير) كان افضل منه مستوى وحماسا ورغبة في خدمة الفريق اما رزفان الروماني فحدث ولا حرج فهو مرة لاعب وسط ايمن وثانية محور وثالثة خلف المهاجمين ورابعة في مقاعد الاحتياط. ويظل بيتري افضل من جلب زينجا اما فيكتور فبالرغم من رغبة زينجا باستبداله الا انه افضل اجانب النصر حتى الان اما بالنسبة للاعبين المحليين فهم ايضاً لم يقدموا ما هو متوقع منهم وسايروا مدربهم في نفس التخبط الفني ولم يتفوقوا على اخطائه بل باتت الفوضى الفنية التكتيكية انعكست على ادائهم الفني بل واحبطت من معنوياتهم مما جعلهم يظهرون في المباريات وكأنهم تائهون يلعبون لاول مرة!! وامام كل ما حدث ويحدث للفريق ولاعبيه نجد ان الادارة تقف مكتوفة الايدي امام ذلك بسبب ما يعانيه النادي من ازمة مالية انعكست ايضاً على اوضاع النادي ككل وعلى فريق كرة القدم. التقاط الأنفاس ولعل من محاسن الصدف للنصراويين ان يتوقف الدوري لمدة اسبوعين كفيلة بلملمة الجراح ومداواة الاوجاع ووضع النقاط على الحروف سواء بالنسبة لاوضاع النادي المالية او اوضاع فريق كرة القدم ومحاولة التخلص من الايطالي زينجا الذي لا يحمل في سجلات تاريخه صفحات تؤكد احقيته بالبقاء مع النصر الذي تنتظره استحقاقات قارية من خلال المشاركة الآسيوية المقبلة فهل يتحرك النصراويون ادارة واعضاء شرف ويلتفون لاسعاد جماهيرهم ان الامور تبقى متأزمة حتى المواجهات المقبلة للنصر والتي هي اكثر سخونة واثارة وقوة؟