بدأ خطر الإخفاق في دوري أبطال آسيا في الاقتراب من لف حبل مشنقة الإقالة حول أعناق عدد من مدربي الأندية السعودية المشاركة في البطولة والمتمثلة في الهلال والاتحاد والنصر والشباب وذلك عطفا على النتائج التي يحققها كل فريق. وتشكل بطولة دوري أبطال آسيا منعطفا مهما للأندية السعودية التي تضعها هدفا لقياس نجاحها ومدى قدرتها على الوصول إلى نهائيات كأس العالم للأندية من خلال تحقيق لقب القارة عبر الدوري وهو الأمر الذي يحدد بنسبة كبيرة مدى استمرارية المدرب من عدمه. ولعل نتائج الدور الأول من دوري أبطال آسيا أثارت الكثير من النقاشات وفتحت الباب على مصراعيه لتوجيه الانتقادات إلى مديري الأجهزة الفنية التي تقود الأندية السعودية ابتداء من الكرواتي دراجان المدير الفني لفريق النصر الذي صبت الجماهير النصراوية عليه جام غضبها بسبب تذبذب مستويات الفريق في البطولة قبل أن يعود مع لاعبي الفريق لمصالحتها من خلال الفوز الكبير الذي حققه الفريق أمس الأول على باختاكور الأوزبكي. وعلى الرغم من ذلك إلا أن دراجان لا يزال مثار جدل نصراوي قاد الغالبية العظمى للمناداة برحيله عن الفريق والتعاقد مع جهاز فني يدير الفرقة الصفراء بفاعلية أكبر مما يعزز بنسبة كبيرة أن موقعة الاستقلال الإيراني المقبلة ستكون مفترق طرق. أما البرتغالي توني أوليفيرا المدير الفني لفريق الاتحاد فقد بدأت الأصوات تعلو بتوجيه الانتقادات إليه من داخل النادي خاصة بعد المواجهة الأخيرة التي خاضها الفريق أمام بيروزي الإيراني في الجولة الماضية. وجاءت ردة الفعل هذه المرة من عمق الفريق من خلال ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن تذمر اللاعبين من الطريقة التي ينتهجها المدرب توني أوليفيرا مع الفريق والتي تسببت في تراجع كبير للأداء العام للاتحاد وأدى إلى تذبذب كبير في المستوى بين تألق وإخفاق رغم نجاح الفريق في حجز موقعه في الدور الثاني من دوري أبطال آسيا بانتصاراته المبكرة. ويبقى الأرجنتيني كالديرون مدرب فريق الهلال أكثر المدربين استقرارا وبعدا عن خطر مقصلة الإقالة نظرا لنجاحه في تحقيق بطولتين محليتين للهلال خلال شهر واحد في الوقت الذي يجد فيه دعما كبيرا من إدارة النادي برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وإدارة كرة القدم ممثلة في مديرها سامي الجابر الذي دافع بقوة عن كالديرون وطريقته في المواجهة الأخيرة أمام سباهان التي خرج فيها الفريق متعادلا بهدف لمثله أمام مضيفه الإيراني. ويعد مصير الأرجنتيني الآخر أنزو هيكتور مدرب فريق الشباب الأكثر غموضا، حيث إن الظروف التي مر بها الفريق من إصابات وغياب عدد من اللاعبين لفترات متقطعة تفتح له مساحة واسعة من العذر يمكنها أن يتحرك عبرها نحو فترة تدريبية أطول. ويعتبر الشباب من الأندية التي تعمل بصمت مطبق قبل الإعلان عن أي خطوة يخطوها وهو الأمر الذي وضح في التعامل مع فسخ عقد الأوروجوياني خورخي فوساتي. وينتظر أن تكشف الأيام القليلة المقبلة عن مدى استمرارية مدربي رباعي دوري أبطال آسيا مع فرقهم من عدمها.