للجادين فقط، أولئك الذين لم يعد يكفيهم «فم واحد» من كثر ما تحدثوا في/ وعن أوطانهم. إلى أولئك الذين يرتفع حجمهم بقدر ما يقولون الحقيقة، ولا تذهب بهم هذه الحقائق إلى السجن: يوجد لدينا «فم» للبيع!. مميزاته: استخدام «حشمة»، ولم يتم تشغيله كثيرا، مجرد استعمالات بسيطة متكررة من نوع: «الله يعين!»، «وش نسوي!»، «الشكوى لله». كذلك لم يقطع مشاوير طويلة تجاه الحقيقة، سيبهرك منظر عداده الذي سيشير إلى 3000 على أبعد تقدير. يمكنك استخدامه كقطعة أثرية تشير إلى حقبة: «ذوي الأفواه التي لا تحسن الحديث»، ولربما تريده في تطبيق صحي، يمكن لمجموعة من طلاب الطب أن «يتقاطوا» لشرائه، ويراجعوا من خلاله دروس التشريح التي أخذوها في صفهم عن «الفم». سيصدمون بالنتيجة حين يكتشفون أنه يحتوي على نفس التراكيب التي يحويها أي «فم» آخر على وجه البسيطة، ابتداء من «أفواه» الصارخين في حدائق الهايدبارك، وحتى «أفواه» رجال البرلمانات في مجالس الشعب – الحقيقية- حول العالم. في الحقيقة لا أعلم الطريقة المناسبة لقول ذلك، إذ إنني حتى الآن في شك مما إذا كان «الصمت» أمرا ينتهي بالملل!. هل من الممكن أن «يطفش» الشخص من صمته؟ هذا الفعل الذي لا يتطلب أي جزء من الجهد هل يجلب الملل؟. وحتى الآن لا أملك أسبابا مقنعة تتحدث عن: لماذا أعرض هذا «الفم» للبيع، مع أنه يبدو جديدا، وقادر على العمل بكفاءة. وعلى الرغم من الحاجة لعمل كل «فم» بكامل طاقته، ولا نتحمل أي هدر في هذه «الأفواه»، أمر غريب أليس صحيحا؟ لن أزعجك كثيرا يا صديقي الذي تود الشراء، لكنني عاقد العزم على هذا الأمر، ولن أتراجع، هذه المرحلة بالذات تتطلب منا أن نتخفف من أثقالنا، ونقطع الطريق على محاولات الكلام. ثكلتك أمك! وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟ هذه الألسن التي تشكل الجزء الأساس في هذا الفم الذي أنوي بيعه لك في هذه السوق السوداء، فهل تشتري؟ لدينا «فم» للتقبيل.