تعيش باكستان والمجتمع الدولي، هذه الأيام، حالة من التأهب في مواجهة مخاطر عمليات انتقامية بعد تصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن بأيدي فرقة كوماندوز أمريكية بالقرب من إسلام آباد، الأحد الماضي. وتضاعفت التحذيرات من أعمال ثأرية محتملة، وشددت عدة دول تدابيرها الأمنية. كما أمرت أمريكا قوات الأمن بأن تكون في حالة تأهب وأعلنت إغلاق سفارتها وقنصليتيها في باكستان «حتى إشعار آخر». وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» ليون بانيتا الذي قاد عملية تصفية بن لادن «من الأكيد أن أنصار بن لادن سيحاولون الثأر لمقتله». ودعت الخارجية الأمريكية رعاياها إلى توخي الحذر في الخارج. يتم نشر تفاصيل محدودة بعد مضي أكثر من 24 ساعة على العملية التي استغرقت 40 دقيقة وأدت إلى مقتل بن لادن وتصفية رمز ما يطلق عليه اسم «الجهاد الدولي» في القرن ال 20 والأنشطة الاستخباراتية التي أدت إلى تحديد مكانه. وروى البيت الأبيض الأمريكي كيف أن «الدقائق مرت خلال تنفيذ عملية قتل زعيم القاعدة طويلة كأنها أيام» على الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الذين كانوا يتابعونها بشكل مباشر من هناك. وذكر تقرير صحفي أن ال «سي آي إيه» لم تكن متأكدة بشكل تام حتى وقت قريب ما إذا كان زعيم القاعدة موجودا فعلا في المخبأ الذي قتل فيه بمدينة أيبت آباد بباكستان. وجاء في التقرير أن هذا الشك تسبب في قلق رئيسها ليون بانيتا، إلا أنه قرر تنفيذ العملية لأن الرأي العام الأمريكي سيؤيدها حتى إذا كانت نسبة نجاحها تقدر ب 50 %. وفي صورة نشرتها الإدارة الأمريكية، يبدو أوباما متوترا في حين ظهرت على كلينتون علامات القلق. وبحسب «نيويورك تايمز» سادت مشاعر الارتياح بين المسؤولين لدى إعلان بانيتا أن عملية تصفية بن لادن تكللت بالنجاح. وفي الوقت نفسه تضاعفت التحذيرات من أعمال ثأرية محتملة وشددت عدة دول تدابيرها الأمنية. وأعلن حذيفة عزام، الذي رافق بن لادن سابقا، أن أيمن الظواهري هو الذي يقود فعليا تنظيم القاعدة، متوقعا أن يصبح التنظيم أكثر تشددا بعد مقتل زعيمه. وقال حذيفة، 41 عاما، وهو نجل عبدالله عزام، الأب الروحي لابن لادن «أمريكا قتلت أسامة بن لادن، الذي لم يعد مسيطرا على القاعدة منذ أعوام، وأتت لنا بشخص أكثر تطرفا هو أيمن الظواهري». وتوقع «تصعيدا من قبل القاعدة تجاه الغرب وباكستان تحديدا لأن القاعدة تعتقد جازمة أن الأخيرة هي التي قتلت بن لادن». وأشار إلى أنه لا يتوقع عمليات للتنظيم ضد دول عربية لأن «القاعدة تعلمت درسا مفاده أنها خسرت كثيرا من شعبيتها بسبب عمليات نفذتها في دول عربية». وتتهم باكستان في واشنطن بلعب دور مزدوج في مكافحة الإرهاب، في حين أن الرأي العام الباكستاني مناهض لواشنطن. وفي إسلام آباد، كما في المناطق الحساسة في عدة مدن، تم تعزيز الأمن بشكل كبير. ويرى خبراء أن مقتل بن لادن، الذي كان ضيفا على حركة طالبان حين كانت تحكم أفغانستان قبل نهاية 2001، لن يغير ميدانيا أي شيء في مستوى النزاع الأفغاني .