قال حذيفة عزام، الذى رافق بن لادن، سابقا لوكالة فرانس برس الثلاثاء، إن أيمن الظواهرى هو الذى يقود فعليا تنظيم القاعدة متوقعًا أن يصبح التنظيم أكثر تشددا بعد مقتل زعيمه الأحد فى عملية أمريكية. وقال حذيفة (41 عاما) وهو نجل عبد الله عزام، الأب الروحى لبن لادن، إن "الولاياتالمتحدة قتلت أسامة بن لادن وأتت لنا بشخص أكثر تطرفًا هو أيمن الظواهرى". وأضاف أن "القاعدة لا تحتاج إلى حجة للتصعيد، لكنها أعطيت الآن مبررًا لضرب العالم علما بأن فكرها أصلا قائم على هذا الأمر". وأوضح عزام الذى رافق بن لادن سابقا أن "بن لادن ومنذ عدة سنوات لم يعد مسيطرًا على تنظيم القاعدة الذى يسيطر عليه الظواهرى". وقال "عمر نجل بن لادن أخبرنى شخصيا، عندما قرر العودة إلى السعودية أن قراره ذلك كان بدافع أن والده فقد السيطرة تمامًا على تنظيم القاعدة وأن الظواهرى يسيطر عليه إلى جانب عدد من أعضاء التنظيم المصريين". وقال حذيفة عزام، الذى رأى بن لادن لآخر مرة عام 1998 بعد أن قرر ترك التنظيم أن "الرجل ظلم حيًا وظلم ميتًا، ففكره ليس كما أشاعت عنه أمريكا والحوار مع بن لادن كان ممكنًا لكن الباب أغلق أمام الحوار، علما بأن اليوم هناك فلسطينيون يحملون جوازات سفر دبلوماسية وهم فى الماضى خطفوا طائرات". وتوقع "تصعيدا من قبل القاعدة تجاه الغرب وتجاه باكستان تحديدًا لأن القاعدة تعتقد جازمة أنها هى من قتلت بن لادن". وأشار إلى أنه لا يتوقع عمليات للتنظيم ضد دول عربية لأن "القاعدة تعلمت درسًا مفاده أنها خسرت كثيرا من شعبيتها جراء عمليات نفذتها فى دول عربية". وقرر حذيفة عزام، نجل من لقب ب"أمير المجاهدين" أن يسلك طريق الجهاد، وقادته اختلافات أيديولوجية مع القاعدة للانفصال عنها، "غادرت المنطقة عام 1998 لكن علاقتى لم تنقطع مع بن لادن". وغادر أسامة بن لادن بلده السعودية عام 1984 متوجها إلى أفغانستان والتحق بالأب الروحى الفلسطينى عبد الله عزام.. وقتل الأخير مع نجليه فى تفجير سيارة فى 24 نوفمبر 1989 فى أفغانستان. وكان عبد الله عزام، مؤلف موسوعة الجهاد ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين، يؤمن بأنه عندما يحتل بلد مسلم فإن الشريعة تفرض على كل المسلمين الجهاد فى سبيل تحرير هذا البلد. وكان عزام الأب أول العرب الذين توجهوا إلى بيشاور لتحريرها من قبضة السوفييت. وإثر تأثره بتوجهات عزام، الذى حاضر فى جامعة الملك عبد العزيز فى جدة بالسعودية، قرر بن لادن الالتحاق به فى أفغانستان ليعمل فى مكتب خدمة المجاهدين الذى ساعد فى تمويله حتى أسس تنظيم القاعدة عام 1988. واتهم عزام الابن باكستان بأنها "تلعب لعبة القط والفأر مع الولاياتالمتحدة، فهى من وقت لآخر تزودها بمعلومات حول أعضاء من القاعدة.. لكنها معلومات ليس لها تأثير على التنظيم لأن هدفها استمرار التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب مع الولاياتالمتحدة". ولكنه أشار إلى أن "باكستان تعلم أنه إذا استقر الأمر وانتهت القاعدة ستستهدفها الولاياتالمتحدة لأنها دولة نووية لا تثق فيها كليا". وأضاف "أراهن أن باكستان تعلم أين يتواجد الظواهرى، ومن غير الممكن أنها لم تكن تعلم أين تواجد بن لادن فى ابوت آباد وهى منطقة عسكرية". وقال حذيفة عزام إن "جميع أعضاء القاعدة الذين قتلوا أو اعتقلوا فى باكستان تواجدوا فى مناطق عسكرية"، ضاربا مثلا خالد شيخ محمد الذى اعتقل فى منزل عسكرى متقاعد عام 2003. ولم يفاجأ عزام بعدم دفن جثمان بن لادن، قائلا إنه "من المؤكد أن الولاياتالمتحدة لا تريد أن يصبح قبره مزارًا، وهذا ما فعله الإيطاليون بعمر المختار". لكنه فى الوقت ذاته تساءل "لماذا لم يبثوا لنا صورًا؟ ما الدليل الذى قدموه للعالم ليثبتوا موته"؟