هناك من على سفح الوادي، بعيدا عن نانسي عجرم وهيفاء وهبي، وترافيان والتشات ومنتديات المنقول، وبين مليارات المواقع، القليل منها ما يستحق القراءة، كما أنها في عداد العشرات، تلك المواقع الكبرى، سواء العربية منها أو العالمية. أفضل خدمة ساعدتني على صنع مفضلة عملية هي ديلشوز أو لذيذ، صارت مرجعا للقراءة, وحفظ أهم المواقع بدلا من محاولة تذكرها أو حفظها على المفضلة التقليدية، كما أنها فرصة للمشاركة مع مستخدمين لهم نفس الاهتمام، بدلا من أدلة العشرة آلاف موقع. تويتر أو المغرد نموذج للتدوين المصغر، موقع عملي ليس من المواقع التي تقوم بتجربتها ثم تنساها، وهو فكرة مطورة للفيس بوك بل أفضل، يساعدك في الشبك الاجتماعي دون أن تجبر على الاطلاع على أسرار شخصية لا تريدها ولا تحبها. كما أنها مدونة تسهم في أن تختصر أفكارك في كبسولة فكرية موجزة عبر ذلك السؤال السحري الذي يحفز على التفكير: ماذا تفعل؟ أما ويكيبيديا فهو الموقع العربي الأكثر توفيرا لمعظم قواعد البيانات الثقافية، لأن الشبكة العربية لا تزال فقيرة إلا من المنتديات ومن الكتب، والمكتبات كثيرة ولكن الجهد الحقيقي الذي يستحق الثناء البالغ فهو تلك الكتب الهائلة والمرفوعة على الشبكة وخاصة على موقع فور شير أو أرشيف وغير ذلك. إذ يقوم المستخدمون العرب، بتبادل الكتب والتبرع بتصويرها لرفعها على الشبكة، في انتهاك جارف لحقوق الملكية الفكرية، ولكنه حل شعبي للمشكلة الماحقة للنشر الورقي والإلكتروني ولتراجع البنى التحتية التي نتقاسم خبزها في العالم العربي. للمعلومية فموقع «فورشير» قد حجب محرك بحثه في السعودية، أما الحيلة الفعالة، فهي كتابة اسم الكتاب في جوجل ثم إلحاقه برمز – PDF – مثلا: السيادة الاستثمارية PDF. المنتديات هي أفضل المواقع لإثراء الذات، رغم وجود تلك المشكلة الكابوسية في أدبيات الحوار العربي كالتطرف والتصنيف والحوار مع الجهل بل والسب والشتم من أهل العقول الضعيفة التي لم تقرأ كتابا واحدا في العام. كما أن ظاهرة الكتابة وراء الأقنعة أساءت للشبكة، وليتها تنتهي من قبل إدارات المنتديات. حيث إن القناع يمثل فرصة لإظهار حالة عدم التوازن النفسي التي يعيشها مواطنو العالم العربي، خاصة عند بعض الدول العربية التي نعرفها جميعا. فالاختلاف يعني الانتحار أو الموت أو الإهانة، ولا أحد يقدر رأي الآخرين، كما أن التصنيفات هي أقبح ما في المسألة فمن باب الجهل والسذاجة بالإمكان أن نقول على فلان ليبرالي أو علماني أو صحوي أو مصري أو سعودي.. إلخ. ومع ذلك تظل المنتديات أهم قنوات الاستفادة، فمن الحوارات التي أجريها مع الإخوان الكرام، تمكنت من كتابة عدد من المواضيع، سواء في مدونتي أو في الشبكة الليبرالية السعودية أو في منتدى جسد الثقافة. هناك الكثير من مدونات الكتاب العرب تستحق القراءة، أزورها في كل فرصة ممكنة، غير أنني أعمل على أن أفرد لها مقالا خاصا يتناول إنجازاتها وما هو مأمول منها، في عالم افتراضي أصبح بديلا للإعلام القديم بل بديلا لكل قيود المدنية والمدينية. أعتقد أن أهم ما يمكن القيام به على الشبكة هو القراءة والتدوين، وهذا ما أفعله في معظم الأحيان.. فماذا تفعل على الإنترنت؟ مدونة ماجد الحمدان http: //majid.ms/