3539 يوما.. هي الفترة التي مرت منذ أن تحول صباح يوم ثلاثاء مشمس في الساحل الشرقي لأمريكا إلى جحيم مستعر لن يمحى من الذاكرة. كما أنها هي المدة التي استغرقت للانتقام تحديدا من أبرز شخصية في تنظيم القاعدة المطلوب رقم واحد، في الهجوم الذي أسفرعن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، بينما شاهد باقي العالم الأحداث المرعبة على شاشات التليفزيون.. انتهى هروب أسامة بن لادن الطويل من العدالة، مساء الأحد، حيث أطبق عليه مطاردوه الأمريكيون أخيرا في مجمع بمدينة آبوت أباد الباكستانية. وبعد معركة مسلحة، قتل أكثر الرجال المطلوبين على ظهر الكوكب. وألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابا في ساعة متأخرة من الليل من البيت الأبيض بواشنطن، ليعلن أبرز لحظة في فترة وجوده في المنصب، وقال «الليلة، أستطيع أن أعلن للشعب الأمريكي وللعالم أن أمريكا شنت عملية أسفرت عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، المسؤول عن مقتل آلاف الرجال والنساء والأطفال الأبرياء». ووصف أوباما العملية بأنها «أهم إنجاز» تم تحقيقه حتى الآن في الحرب على القاعدة، لكنه حذر من أن المعركة لم تنته بعد. وتثير لحظة مقتل ابن لادن تساؤلات بشأن مستقبل القاعدة. ويرى مسؤولون أمريكيون على مدار أعوام أن قدرة بن لادن على إدارة منظمته أصبحت مهمشة، حيث أنه أجبر على الاختباء تحت الأرض وبات عاجزا عن الاتصال بأفراد شبكته، بخلاف تسجيلات صوتية دورية بين الحين والآخر. وقال الخبير بيتر بيرجن، الذي أجرى مقابلة ذات مرة مع ابن لادن، على شبكة «سي إن إن» الأمريكية إن القاعدة لا يوجد بها أي فرد له رمزية بن لادن وشخصيته الكارزمية ليشغل مكانه ويعمل أداة لجذب المجندين ويكون الملهم لشن الهجمات. وذهب بيرجن بعيدا في القول إن «مقتل ابن لادن هو نهاية الحرب على الإرهاب. لا يوجد شخص يمكنه أن يحل محل بن لادن في القاعدة». لكن الحكومة الأمريكية ليست متأكدة بالقدر نفسه؛ ووضعت سفاراتها ومنشآتها العسكرية بالخارج في حالة تأهب تحسبا لمحاولات القاعدة شن هجمات انتقامية. * مراسل وكالة الأنباء الألمانية في واشنطن