لا أدري لم أشعر بوحدة قاتلة هذه الأيام رغم أن لا شيء حولي تغير، الوجوه المعتادة، ربما أفتقد نفسي.. أشعر بأنها بعيدة جدا عني.. وأشعر بأني أتخبط في فوضى الفراغ، هالة شاسعة جدا من فراغ تحيط بي وتخنقني، أشعر بأنها فقاعة قد تنفجر في أي لحظة وستكون سقطتي موجعة وقتها. الفائدة الوحيدة التي جنيتها من إحساسي بالوحدة، أن رغبة مفاجئة في القراءة صارت تلح علي، عدت لمكتبتي والتقطت منها كتابا بشكل عشوائي، أنهيت الأول ثم الثاني، وهأنذا أتخبط بين صفحات الثالث، أحب القراءة في لحظات كهذه ليس لأنها تملأ وقت فراغي فحسب، بل لأنها تملأ رأسي وتشغلني عن التفكير في أشياء أخرى لا أرغب في التفكير فيها.. إنها وسيلة رائعة وسهلة وفعالة جدا للهروب، الهروب من ماذا؟ من ذاتي الحائرة التائهة التي تتجرع مرارات الخيبة للمرة العاشرة بعد المئة.. ما أصعب الخيبات حين تأتي أكبر بكثير مما توقعناه، ما أصعبها حين تأتي في وقت لم نحسب له حسابا، لكنها قد تكون علاجا شافيا لجرح طال نزفه. وأكثر العلاجات النافعة تكون مؤلمة لنا.. الفائدة الثانية التي عادت بها الوحدة علي هي إشعال أشواقي للكتابة في مدونتي من جديد بعد شهور من الجفاء والنسيان، والكتابة هي الفعل الأكثر تفردا في هذا العالم، العمل الذي يمنح المرء فرصة فريدة لتقليب دواخله وترتيب الفوضى التي تملأ روحه.. أفكر كيف كان هذا العام مليئا بالانتصارات المبهجة للكثيرين، شعوبا وأفرادا، لكن بالنسبة لي هو عام الهزيمة الكبرى العصية على النسيان.. عام الخيبة العظمى، عام موت الأمل إلى غير رجعة، عام دفنه غير مأسوف عليه.. هو حقا عام التغيير..! مدونة أرجوحة http://www.orjo7a.com/blog/