تحذير: هذا الموضوع يخلط بين الجد والهزل، فإذا كنت وطنيا جدا لا تقرأه! أسئلة خصوصية جدا صنعت مجد البرنامج الأمريكي «لحظة الحقيقة» أو The Moment of Truth ووفقا للبرنامج نفسه، فإن بعض المشتركين في الحلقات قد انتهت حياتهم الزوجية والبعض الآخر فصلوا من أعمالهم بسبب ما أذيع في البرنامج من «حقائق» وحسب ما يقال في الصحف الأمريكية، فإن البرنامج يعتبر من أكثر البرامج المثيرة للجدل في أمريكا؛ إذ إنه يصدم المجتمع الأمريكي بواقعه الاجتماعي البشع كما يظهر من خلال الأسئلة التي تلقى في حلقاته، والحقيقة أني أستغرب من صدمة المجتمع الأمريكي في إجابات المشتركين إذ إن الأسئلة لم تنبع إلا من طبيعة الحياة لديهم، لكن ربما لا يزال لديهم بعض حياء يمنعهم من تقبل نشر غسيلهم بهذا الشكل المزري. عموما.. الواقع الاجتماعي القذر الذي يعيشه بعض الأمريكيين لا يؤثر على سيادتهم للعالم ولا على قوتهم السياسية والتكنولوجية والعلمية، ووجود مثل هذه البرامج سواء كانت «مفبركة» أو حقيقية لا يزيد المجتمع الأمريكي المحب للفضائح إلا ثراء وصيتا «عاليا»! إلا أن البرنامج أثار في نفسي تساؤلا.. ماذا لو عملنا برنامجا مشابها له في العالم العربي أو في السعودية كما أذيع على بعض القنوات الفضائية؟ كيف ستكون طبيعة الأسئلة؟ هل ستكون نسخة طبق الأصل من البرنامج الأمريكي أم أنها ستصمم وفقا لطبيعتنا العربية؟ وقبل أن تخمد ثورة تساؤلاتي، قامت إحدى القنوات «الرائدة في كل شيء وأي شيء!» بإذاعة هذا البرنامج الذي يقدمه الفنان عباس النوري الذي سقط من عيني لقبوله العمل في هذا البرنامج! لأنه أضاع تاريخه الفني العريق من أجل برنامج لا معنى له! لن أعلق على البرنامج السخيف أكثر لكني ما زلت أتساءل… ماذا لو تم تصميم هذا البرنامج ليتلاءم مع الخصوصية السعودية؟ كيف ستكون الأسئلة؟ بالتأكيد يجب أن تختلف الأسئلة حتى تعكس واقعنا وإلا فلن يلاقي البرنامج في السعودية نفس النجاح ولن يكون له طعم ونكهة الفضيحة الإعلامية «المحببة» لدى الكثيرين… وإليكم بعض الأسئلة التي «أتصور» أنها قد تسأل في البرنامج. للنساء: هل تعملين من أجل الراتب أم حبا في العمل؟ هل تعملين لتمضية وقت فراغك لأن الجلوس في البيت «طفش»؟ هل سبق لك أن استغللت علاقات عملك لصيد عريس؟ هل سبق لك أن خلعت نقابك وكشفت وجهك في عدم وجود أبيك أو أخيك أو زوجك؟ هل سبق لك أن غرت من جارتك أو صديقتك لأن أثاث بيتها أغلى من أثاث بيتك؟ هل تمنيت في يوم من الأيام أن يقول لك زوجك كلمة حلوة؟ هل تمنيت يوما أن يكون زوجك مثل مهند؟ هل سبق أن كذبت أو بالغت بشأن سعر أحد فساتين السهرة التي لديك؟ هل سبق أن دعوت على زوجك بالموت؟ هل تخافين من زوجك دون أن تحترميه؟ هل تشعرين بأن زوجك يكذب عليك باستمرار أو يخونك؟ هل سبق أن أخذت رقما ألقاه لك أحد الشباب في الأسواق؟ هل تغارين من خادمتك؟ هل تنظرين نظرة دونية لزميلتك في العمل لأنها من بلد عربي وليست سعودية؟ للرجال: هل أنت متزوج مسيار؟ هل تدخل غرف «الشات» حتى تتعرف على بنات؟ هل سبق أن أحببت فتاة من خلال تغريداتها في تويتر دون أن تعرفها شخصيا؟ هل تغض بصرك عن النساء الأجنبيات عنك؟ في قرارة نفسك، هل تحترم المرأة ولا تعتبرها وسيلة للمتعة فقط؟ هل سبق أن كذبت أو احتلت حتى تحصل على ترقية أو منصب ما؟ هل سبق أن حصلت على ترقية أو وظيفة أو خدمة بالواسطة؟ هل تتفاخر دوما على أصدقائك وزملائك في العمل بسيارتك وعقاراتك؟ هل تجد زوجتك جميلة فعلا؟ هل تشعر بأنك مجبر على تحمل زوجتك؟ هل تفكر في نانسي عجرم وإليسا أكثر مما تفكر في زوجتك؟ هل سبق أن بصقت في الشارع؟ هل تظن أن من لديه الجنسية السعودية يعتبر أعلى أصلا من أي جنسية أخرى؟ هل تعتقد أن البدوي أفضل من الحضري؟ وآخر سؤال…للجنسين: هل يمكن أن يجيب أحد عن هذه الأسئلة حتى بينه وبين نفسه؟ ربما نعم وربما لا…. لكن على الأقل ستظهر لنا الحقيقة السعودية «أيا كان نوعها».. إلا أني أتساءل وأطالب بإجابة صادقة «كما في البرنامج» هل كل حقيقة يجب أن تظهر؟ وهل الصدق يكمن في قول الحقيقة وفضح الذات أم في تغطية الحقائق التي لا فائدة من كشفها؟ وأخيرا أتساءل.. إلى أي مدى ندرك مفهوم الصدق وإلى أي مدى نطبقه في تعاملاتنا اليومية؟ هذه أسئلة لا يمكن الإجابة عنها بنعم أو بلا، بل بدراسة «ميدانية» لضمائرنا وأخلاقنا وواقعنا! اللهم يا جميل الستر، اجعل لي من كل فاحشة سترا وإلى كل خير سبيلا إنك حليم ستار للعيوب مدونة مها نور http: //mahanoor.wordpress.com