اعترف وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد العوهلي، بعدم وجود استراتيجية في التخطيط لقطاع التعليم في المملكة عموما. وقال ردا على مداخلة الرئيس التنفيذي لشركة الإبداع للاستشارات الدكتور سليمان العريني الذي ذكر «دون مجاملات إذا كان التعليم العام هو الأساس لا يرقى إلى المستوى المؤثر على التعليم العالي، فمهما عملنا من بنى تحتية وبرامج ومنح لا نستطيع أن نطور الاقتصاد المعرفي، وكذلك تخصصات الجامعات يفترض أن تكون هناك استراتيجية لها، لكن الحاصل الآن أن كل التخصصات من نفس النوعية»، فالمجلس الأعلى للتعليم سيحل هذه الإشكالية «الجود من الموجود وحسب المتاح، ولعل المجلس الأعلى للتعليم يحل هذه الإشكالية لكن قبل الانتقال للتعليم العام ننتقل للمؤسسات التي فوق التعليم الثانوي، وهي أحسنت صنعا وسياسة حكيمة في إلحاق كليات البنات والمعلمين والكليات الصحية». وأكد العوهلي خلال حديثه في ملتقى الإعلام الاقتصادي والتنمية الذي اختتم أعماله الاثنين الماضي في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال بالرياض، أن الوزارة تعاني الدعايات الإعلانية التي تروج لها وسائل الإعلام للجامعات الوهمية «هذه الدعايات كانت تبث في الصحف إلى عهد قريب، وبتضافر جهودنا مع وزارة الثقافة والإعلام تم القضاء عليها». وكشف عن إغلاق أكثر من 112 مكتبا داخل المملكة يروج للشهادات الوهمية، مؤكدا دور الإعلام وجميع القطاعات المعنية في إغلاق مثل هذه المكاتب التي وصفها بالدكاكين. وشدد على الارتباط القوي بين التعليم العام والتعليم العالي وإصلاح بعض الضعف في السنة التحضيرية أو التأهيل وغيرها، لافتا إلى وجود مشاريع مشتركة بين التعليم العام والعالي كمشروع التطوير الذي سيرى النور قريبا. وردا على مداخلة أحد المشاركين حول المدن الجامعية، قال «نركز حاليا في 23 مجمعا، والتعليم الجامعي ليس تعليما معرفيا وإنما تجربة حياة، فمشاركات الطالب في الأنشطة تصقل شخصيته وتنمي مهاراته وتجعل منه إنسانا منتجا». وحول الجامعات الأهلية، أوضح العوهلي أن الجامعات الأهلية والتعليم الأهلي اشترط أن يكون غير ربحي، لكن في العام 1423 – 1424ه تغير هذا الأمر وأصبح مفتوحا حتى للجامعات غير الخيرية، مضيفا أن الوزارة لديها حاليا أكثر من 120 طلب ترخيص، وأكثر من 60 % منها ربحي. وذكر أن نوعية الكليات من القضايا الأساسية التي يدرسها مجلس الجامعات، مشيرا إلى أن الوزارة حددت في مشروع «آفاق» بعدا استراتيجيا للخطة المقبلة يقوم على التمايز فيما بين هذه الكليات. وردا على مداخلة أحد المشاركين الذي ذكر أن المدن الكبيرة تعاني ازدياد عدد السكان بشكل كبير، وهل ترى الوزارة الاكتفاء بعدد الجامعات فيها ووقف التوسع وحصره في المدن الصغيرة؟ قال «لا اتفق معك في ذلك، نحن لا ننظر إلى العدد في الاستراتيجية وإنما على مؤشر أساسي وهي مشاركة السكان في الفئة العمرية لتوسع الفرص في التعليم العالي لها». وأضاف العوهلي «نحن لم نصل إلى المعدل العالمي، وما زلنا في نسبة 43 % من الفئة العمرية ما بين 18 إلى 23 عاما، والمفترض أنهم يتلقون تعليما عاليا، ويجب أن يوفر لهم الفرص التعليمية، فنحن لم نتعد ال 50 %، نحن أقل في المعدل العالمي ويجب أن نسارع فيه، لكن يجب أن تكون هناك تنمية متوازنة، ولدينا إشكالية في الجامعات الكبرى، فمثلا هناك جامعة عدد طلابها يتراوح ما بين 70 إلى 80 ألفا، وجامعة الملك سعود نزلت تحت ال 100 ألف، وغير صحيح أن تقوم الجامعة بالجودة وهي تعاني 70 أو 80 ألف طالب وطالبة»، مشيرا إلى أن تقليل أعداد الجامعات الكبيرة إنشاء جامعات مساندة حتى تستطيع القيام بوظائفها الأساسية جزء من توجه مسار الوزارة، وكذلك التركيز على إنشاء الجامعات في مختلف المناطق. وأكد العوهلي أن المناطق الثلاث الكبرى تستأثر بأكثر من 80 % من السكان والمشاريع التنموية الاقتصادية، مضيفا أن ذلك يوجد تحدي العمر الزمني لمتوسط أعمار السكان «نلاحظ أن الفئة العمرية أقل من 26 عاما تقريبا ويمثلون 62 %، وما بين 15 إلى 39 عاما يمثلون 43 % مما يؤدي إلى أهمية الطلب والازدياد على التعليم العالي»، لافتا إلى أن خطة التنمية التاسعة أغلب أنشطتها الاقتصادية والصناعية متركزة في هذه المناطق الثلاث «نلاحظ ماذا أحدثته الجامعات الجديدة في مناطقها، ولعلنا العام المقبل نتحدث عن تغير جذري في هذه الأرقام بين مختلف مناطق المملكة». وكشف وجود 24 مجمع مدينة جامعية متكاملة، البعض منها تحت الإنشاء في المناطق التي كانت أقل تنمية من المناطق الرئيسة الثلاث. وأوضح وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية، أن مشروع آفاق أقر من مجلس التعليم العالي، وأن الوزارة بدأت منذ ثلاثة أعوام في تطبيق الكثير من البرامج التي كانت ملحة، مؤكدا أن الوزارة لم تنتظر انتهاء المشروع بل سابقت بتطبيقه، مشيرا إلى أن المشروع يركز على ثلاثة أبعاد أساسية هي «التمايز، والتوسع والانتشار، والجودة».