في الكرة الإنجليزية، هناك شواهد كثيرة على رفض لاعبين ومدربين مصافحة أطراف أخرى إما لتراشق إعلامي كما حصل بين مورينيو وبينيتز بعد أن حقق ليفربول الدرع الخيرية أو لانتصارات لا أخلاقية عندما رفض تيري بوتشر لاعب منتخب إنجلترا مصافحة مارادونا بعد أن سجل هدفا بيده في مرمى إنجلترا، وربما أشهر تلك الحوادث هي ما حصل بين واين بريدج وتيري بسبب خيانة تيري مع زوجة بريدج. تيري لم يجد من يقف معه ويدافع عن فضيحته وخسر زوجته وأصدقاءه واحترام الجمهور له وشارة القيادة في المنتخب، ولم يدافع عنه إلا نزر قليل كانوا يرون أن بريدج كان من المفترض أن يبادر بمصافحته وفقا للروح الرياضية التي تنادي باحترام الخصم أيا كانت الأسباب، فهؤلاء اعترضوا على رفض بريدج مصافحة تيري لكن لم يقف أي منهم معه وعاش منبوذا حتى فترة قريبة. هنا حصل لدينا أمر مشابه لما حصل لبريدج عندما قذف الروماني رادوي حسين عبدالغني على الهواء مباشرة وفي قناتين مختلفتين إحداهما خليجية بعبارته المشهورة، الفارق أن هنا من دافع عن رادوي وطالب بمحاسبة عبدالغني لتبرير فضيحة رادوي، نبشوا في تاريخ عبدالغني مع الأهلي والمنتخب والنصر حتى ينتصروا لأنفسهم، حرموه من أبسط حقوقه في الرفع لسلطة قضائية تضمن له عقوبة أقوى من مكرمة لجنة الانضباط بإيقافه لمباراتين، تهجم عليه جمهورهم في اللقاء الأخير دون رادع ولا حياء وعلى مسمع الجميع. الأقسى من ذلك عندما يخرج محللون ويصفون ما قام به حسين ب «حركات بزران» ويزعمون أن الدين يدعو لذلك وهم من تلعثموا والتزموا الصمت حيال تصريح رادوي، هؤلاء الذين ينتقمون من النصر فضائيا في الاستوديوهات التحليلية لأنهم فشلوا في تجربتهم فنيا وإداريا ويأمرون بالمعروف وينسون أنفسهم، فلهم الحق في تبرير ما يفعلونه وفي نفس الوقت أوصياء على الآخرين. هؤلاء رفضوا مسألة فشلهم مع النصر ويرونها إهانة تستحق الانتقام، يشعرون أن النصر تنكر لهم، فبرروا لأنفسهم ما يفعلون وأنكروا على من تهجم عليه لاعب وإعلام أخلاقيا.