نفى وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، معاناة البحث العلمي من قلة المخصصات قياسا بالناتج المحلي. وقال خلال افتتاحه فعاليات المنتدى الثاني للشراكة المجتمعية في البحث العلمي الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت رعاية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز في مبنى المؤتمرات بعنوان «صناعة البحث العلمي في المملكة» أمس، إن البحث العلمي لا يعاني في هذا الجانب «إذا كان القياس بالدول المتقدمة، فنحن من الدول النامية ونحتاج إلى وقت حتى نحقق الطموحات»، مؤكدا وجود إنجاز كبير في مجال البحث العلمي خصوصا من الدولة «ارتفع ما خصص من الناتج المحلي لدعم البحث العلمي من ربع % إلى 1.1 %، والدول المتقدمة عادة تكون فوق 2 %، ويعتبر ما تحقق إنجازا كبيرا، وجاء ذلك نتيجة لما تقدمه الجامعات وغيرها من القطاعات الحكومية والخاصة، فهناك إنجاز كبير تحقق يجب أن يدركه الجميع، كما يجب أن نواصل السير إلى الهدف وهو أن يكون لدينا بحث علمي يضاهي ما هو موجود في الدول المتقدمة». وشدد وزير التعليم العالي على أن البحث العلمي من العناصر الأساسية والأساس لبناء المجتمع، وأن الدولة سخرت لقطاع البحث العلمي في التعليم العالي كافة الإمكانات المالية والتجهيزات التي تتيح للجامعات القيام بدورها في دعم ورعاية البحث العلمي بما يحقق الأهداف المرجوة ليقوم بدوره في بناء مجتمع المعرفة «الجامعات السعودية اليوم وخصوصا الأقدم استطاعت بناء بنية تحتية، وإكمال جزء كبير منها في الوقت الحاضر، والجزء المتبقي سيكتمل في القريب من خلال المدن التقنية في بعض الجامعات كجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد». وأوضح أن المدن التقنية عندما تكتمل سيكون للبحث العلمي في الجامعات دور كبير في الإسهام بتحقيق التنمية في القطاعات الصناعية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وغيرها، مضيفا أنها تشكل في النهاية ما يعرف بمجتمع المعرفة أو دعم مجتمع المعرفة. وأكد العنقري أن دور مركز البحوث والدراسات في التعليم العالي الموجود في الوزارة يعنى بالمجال البحثي في مجال التطوير العالي والتعليم الجامعي، وهو غير مرتبط بجانب البحث العلمي، لكنه يستفيد من كل ما يطرح في الجامعات والمؤتمرات في تكوين الرؤية النهائية التي يخرج بها المركز عادة في دراساته في مختلف المجالات التي تهم الجامعات، ويستفيد من هذه المؤتمرات في تشكيل هذه الرؤية. وأبدى تفاؤله بأن يحقق المنتدى الأهداف التي أقيم من أجلها وهي بناء منظومة بحث علمي في الجامعات السعودية ذات مستوى عال وراق، مبينا أن هذا الأمر لن يتحقق إلا بإقامة مثل هذه الندوات والمؤتمرات وورش العمل التي يلتقي فيها العلماء من داخل المملكة وخارجها، ومن خلال مساهمة القطاع الخاص الذي وصفه بأنه شريك مهم في التوجه للبحث من خلال دعم البحث العلمي والاستفادة من منتجات البحث، مشيرا إلى أن المؤتمر يدعم هذا التوجه، إضافة إلى أن البحث العلمي أحد الأعمدة الرئيسة في بناء مجتمع المعرفة. وامتدح وزير التعليم العالي دور القطاع الخاص في دعمه للبحث العلمي «القطاع الخاص يقوم بدور جيد في هذا الجانب، إذ يقوم بالتعاون ودعم أنشطة الجامعات، وهناك علاقات وثيقة وقوية بين الجامعات ومختلف مؤسسات القطاع الأهلي خاصة الكبيرة منها والتي لديها مجال لدعم بحث علمي تستفيد منه هذه الشركات، كما أن هناك شركات تقوم بشراكات علمية مع الجامعات لدعم بحث علمي يفيدها، فالجامعات استطاعت إقامة جسور قوية مع القطاع الخاص وما زلنا نأمل أن يكون هناك تعاون أكبر واستفادة أكبر من مخرجات هذه البحوث التي تقوم بها» .