يقول المتنبي: «الليل والخيل والبيداء تعرفني - والسيف والرمح والقرطاس والقلم». نعم هو المتنبي ولا نشك في معرفة المذكور أعلاه لهذا الشاعر الذي مازالت أبياته عالقة في أذهان الشعر والشعراء. والسؤال هنا: هل سيخلد التاريخ أبيات شعرائنا في هذا الزمان؟ عندما يهتم الشاعر بالصورة الشخصية ويبحث عن الشهرة من خلال «النسفة» فلا نعتقد أن التاريخ في حاجة لهذا المزيون في نظره.. للأسف أن بعض شعرائنا لم ولن يهتموا بالنص أكثر من اهتمامهم بالكشخة، حيث أصبحت الكلمة لديهم «مشي حالك» وهذا ما نلاحظه من خلال الصور التي يتنافسون بها مع نانسي وأصالة على أغلفة المجلات. عذرا يا تاريخ فلن تجد ما تخلده لهؤلاء الشعراء وحاول أن تبحث عن قرن آخر لأن الشعر يحتضر بل أكاد أجزم أنه فقد التنفس ومات! قد يكون هناك استياء من بعض الشعراء على هذه الكلمات ولكن أنا على استعداد للمناظرة وتوضيح ما ذكرت وبالدلائل التي تدينهم. نعم أصبح «المرزام» أولى وأبلغ من «الكلام» لدى البعض وهذا واقع ملموس في ساحتنا المغلوب على أمرها، قصائد ركيكة، شعر تقليدي، معنى مفقود، وزن مجبور، صورة «ياليل ياعين». أعود وأقول البعض وليس الكل، وهذا من باب الإنصاف لقلة قليلة من المبدعين رغم تحفظي على بعض السلبيات والشوائب البسيطة لهؤلاء المبدعين التي تتضح بشكل جلي للمتابع لمسيرتهم الشعرية التي يكون فيها نوع من الاتزان من حيث فنيات القصيدة. هي وجهة نظر شخصية لا أكثر وقد يختلف معي الأحبة ولكن يقول المثل المستهلك «الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية» وسنظل إخوة شعارنا «بياض القلب» وهذا هو الأهم. همسة: تعالي واذكري كل العتب والا بلاش عتاب مادام إن الغرام أكبر من حدود العتب تكفين * شاعر وإعلامي كويتي