انه حرياً بالشاعر الفطن أن يضع بين عينية تلك القصائد التي قتلت اصحابها والعاقل يحاسب لفظه قبل فوات لأوان وان يحرص على احترام الأعراف والتقاليد والقبائل والعوائل وعامة الناس ويدرك أن القصيدة التي تجلب الشر قد تقتل صاحبها والعالم العربي يعج بالعديد من القصص التى تؤكد ان هناك قصائد بالفعل أدت الى مقتلهم بظروف وأزمان مختلفة ولكن لم يقتل إبداعهم وعبقريتهم ونبوغهم ومن المحزن ان بعض الشعراء وخاصة بالساحة الشعبية يدفعهم الحماس وإمتاع الجمهور وخاصة شعراء القلطة الى القدح او البحث عن معيبة اوقصة تمتع الحضور دون النظر الى العواقب ونسمع اليوم عن قصائد يتداولها اصحاب المنتديات بالانترنت والمواقع الشعرية يحرض على صاحب القصيدة بالانتقام منه بالقتل او الضرب وعلى القنوات الفضائية المتخصصة بالشعر ان تبث برامج يومية او اسبوعية تسلط الضوء على الشعر وترسخ مفهوم اخلاقيات الشاعر وتذكرهم بما حصل لأسلافهم من قصائد قد تكون جميلة ولكن بالنهاية صارت سبب بمقتلهم والمتتبع للشعر العربي الفصيح قبل وبعد الإسلام يعرف قصة الشاعر طرفة بن العبد قُتِلَ وعمره 26عاما كان شاعراً ألمعياً كان يدخل على الملوك ويسجل اروع القصائد حتى إن بعضهم يجعل معلقته بعد معلقة امرئ القيس مباشرة وهو صاحب البيت المشهور وظلم ذوي القربى أشد مضاضة - على النفس من وقع الحسام المهندِ ويؤكد الرواة ان سبب قتله هجاؤه لعمرو بن هند فليت لنا مكان الملك عمرو رغوث حول قبتنا تخور من الزمرات أسبل قادماها وضرتها مركنة درور يشاركنا لنا رخلان فيها وتعلوها الكباش فما تنور لعمرك إن قابوس بن هند ليخلط ملكه نوك كثير وعندما سمع وعلم بقصيدة طرفة التي هجاه فيها قام باعطاة رسالة هو وخاله المتلمس فهما لا يقرآن ووجدا غلاما من الحيرة قرأ الرسالة فوجد فيها اذا جاءك حامل الرسالة فاقطع اربعه وراسه فهرب المتلمس ونصح طرفة بأن يتأكد بما الرساله ولكنه رفض وذهب بها الى ملك البحرين الذي قتله. اما المتنبي الذي قتلته أبيات قالها في رجل من بني اسد يدعى ضبة، فقد هجاه بقصيدة يقول مطلعها: ما انصف القوم ضبة وامه الطرطبّة فلا بمن مات فخر ولا بمن عاش رغبة فترصد له بنو اسد في الطريق ليقتلوه وحين رآهم هرب منهم فقال له ابنه: يا أبه وأين قولك: الخيل والليل والبيداء تعرفني والطعن والضرب والقرطاس والقلم فقال المتنبي: قتلتني يا ابن اللخناء، فعاد ادراجه ليحارب فقتل وطار رأسه!! وهناك العديد من الشعراء بينهم الاعشى الهمداني والشاعر صالح بن عبدالقدوس وبشار بن برد وأيضا وضاح اليمن وغيرهم. بكل تأكيد أن الأدباء والشعراء قاموا بتأليف العديد من الكتب التي تتحدث عن شعراء قتلتهم أشعارهم ومن هؤلاء الدكتور عايض القرني (قصائد قتلت اصحابها) أورد قصص لفحول الشعر العربي خسروا أنفسهم بل خسرهم متذوق الشعر العربي ولازالت أشعارهم باقية يتداولها الناس ليومنا هذا.