استغرب عدد من سكان وزوار الطائف عدم تجاوب الأمانة مع بلاغاتهم المتكررة حول قيام بعض محال بيع اللحوم بالإعلان عن منتجاتها بطريقة وصفوها بغير الحضارية والتي تتمثل في عرض «حاش» أمام محالهم للإعلان عن توفر لحومه في اليوم الثاني بعد ذبحه اعتقادا منهم أنها تشكل طريقة عرض جاذبة للمستهلكين، دون اعتبار للذوق العام. وأكد عدد من السكان أن هذه الطريقة صادمة جدا وغير صحية حيث يظل الجمل الصغير مربوطا طوال اليوم أمام المحال وما يعنيه ذلك من احتمالية تلوث المكان بفضلاته السائلة أو الجامدة. مشيرين إلى أن السواد الأعظم من أصحاب الجزارات التي يبلغ عددها ألف محل في الطائف يستخدمون مثل هذه الطريق للإعلان عن جودة لحومهم. وقال إبراهيم القرني إنه أصيب بالذهول وهو يشاهد هذه الطريقة الغريبة في الإعلان عن توفر لحوم الجمال أمام محال الجزارة «لو كان الأمر في إحدى القرى الصغيرة أو الهجر البعيدة ربما لم يكن لافتا للنظر كما هو الحال في مدينة تعد علامة سياحية مرموقة في البلاد وهو ما يخشى معه أن تتغير الصورة الذهنية عن مدينة الورد التي ربما تؤثر بشكل كبير على مستوى السياحة فيها. وأضاف محمد العتيبي «زائر» أن الطائف تناقض نفسها بنفسها ففي الوقت الذي تحاكي فيه زوارها بلغة الورد وجماله ومهرجاناته المبهجة نرى في الوقت نفسه تلك المشاهد الصادمة والإعلانات المستفزة جدا، فأصوات الحاشي ومخلفاته تختلط بغبار الشارع وحرارة الأجواء لتصنع روائح خاصة جدا تتسلل بكل هدوء إلى داخل تلك المحال وتختلط باللحوم. وأكد أحمد العقيل أنهم يتصلون يوميا على عمليات الأمانة للإبلاغ عن هذه المشاهد ولكن دون فائدة. من جانب آخر كشف أحد تجار اللحوم بالطائف ل «شمس» أن هذه الطريقة هي الأفضل لجذب الزبون، مشيرا إلى أنهم يربطون «الحواشي» أمام محالهم منذ ساعات الصباح الأولى إلى العصر ومن ثم تنقل عبر الشاحنات إلى المسلخ النموذجي لتذبح وتعاد لحوما إلى ثلاجاتهم صباح اليوم التالي. وأكد الناطق الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم ل «شمس» أن غرفة العمليات في الأمانه تعمل على مدار 24 ساعة، وفور تلقيها أي بلاغات يتم تحويلها إلى الفرق الميدانية لمباشرتها. واستبعد في الوقت نفسه أن يكون هناك أي تجاهل للبلاغات الخاصة بعرض الإبل أمام محال بيع اللحوم. وذكر أن الأمانه توقع عقوبات صارمة بحق المخالفين، فهذه الطريقة للترويج والإعلان فيها مساس بصحة المستهلك، مشيرا إلى أنهم يحرصون على القضاء على هذه الظاهرة.