عكس معرض الرسم على الأثاث الذي احتضنته مدينة جدة أمس حالة من الزخم والثراء الفني لما تميزت به الأعمال المشاركة من جرأة وشجاعة لونية يمكن أن تضفي لمسة جمالية إضافية على الأركان والفراغات المختلفة في البيوت والمكاتب وغيرها، وخالفت التجربة العرف السائد الذي يقوم على عرض الأعمال الفنية بصورة تقليدية أصبحت جافة للكثيرين، إذ قامت فكرة المعرض على التواصل الفعال وتبارى الفنانون المشاركون في ابتكار لوحات فنية بديعة على المفروشات التي ستعرض عند انتهائها للبيع وهو ما أعطى للتجربة مذاقا وحضورا لافتا. وأثارت الأعمال الفنية المعروضة إعجاب الحضور للدقة في التصميم ومراعاة التوازن بين الخطوط والمساحات والعمق والألوان مع الأخذ في الاعتبار سحر الفراغات المختلفة في الرسم على قطع الأثاث لما تحدثه من أثر إيجابي في النفس. وشارك في المعرض الفنانون: محمد حيدر، نورة قابل، علا حجازي، عبدالله قصي، هبة عابد، خلود الغامدي، نهار مرزوق، ياسر خطار وإسراء خلاوي، ولاحظ المشاركون بروز الوحدة الموضوعية في الأعمال بفضل الاتزان في التكوين ووحدة التصميم الناتجة عن التركيز على مكونات العمل الفني والعلاقة بين عناصره المختلفة. وأبدى رئيس مجلس إدارة الشركة الراعية للمعرض قصي أسعد إعجابه بالأعمال المعروضة في المعرض، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة، مشيرا إلى أن الفنانين المشاركين في المعرض لهم تجارب بارزة في هذا المجال. ولم يستبعد إقامة نسخة ثانية من المعرض بعد النجاح الباهر الذي حققه في دورته الأولى دون أن يحدد موعدا لذلك. وقال إن الأمر مرهون بحجم الاستعدادات والمشاركة من جانب الفنانين والدماء الجديدة التي يمكن أن تشكل إضافة جيدة أيضا. من جهتهم، أشار الفنانون المشاركون في المعرض إلى أنه يؤسس لإثراء تجربة الرسم على الأثاث على مستوى المملكة في المرحلة المقبلة.