يرى دبلوماسيون غربيون وقانونيون أن الكثير من أسرار ثروة عائلة الرئيس المصري السابق حسنى مبارك ربما تكون موجودة فى شرم الشيخ، تلك المدينة التى تشبه أورلاندو أو لاس فيجاس فى أمريكا، حيث توجد الفنادق الفخمة المقامة على الطراز الغربي والمراكز التجارية ومقاهي ستاربكس ومحال ماكدونالدز على طول الخط الساحلي لجنوب شبه جزيرة سيناء. ويدعو هؤلاء إلى تناسي ما يقال عن أن ثروة مبارك خارج مصر في بنوك سويسرا أو في شكل أصول عقارية في لندن ومانهاتن. «يمكنكم أن تكونوا متأكدين من أن عائلة مبارك وبالتحديد نجلاه جمال وعلاء يتشاركون بشكل مباشر وغير مباشر، قانوني وغير قانوني في الأرباح التي تحققت من مشاريع شرم الشيخ. كما أن المقربين من العائلة يمتلكون الكثير من هذه المشروعات». لقد بدأ النائب العام المصري للتو التحقيق في ثروة مبارك، ولديه العشرات من الملفات التي سيعمل عليها ومن بينها أدلة تظهر كيفية منح حكومة مبارك عقودا مربحة وصفقات عقارية إلى أقرب أصدقاء الرئيس السابق. ويبدو أن المحققين يركزون بشكل خاص على صفقة غاز طبيعي تقدر بمليارات الدولارات مع إسرائيل والتي تم إسنادها إلى شركة يديرها رجل يوصف بأنه «أقرب صديق لحسني مبارك»، وهو رجل الأعمال الهارب حاليا حسين سالم. لقد جعل مبارك منزله على مر السنين في شرم الشيخ داخل فيلا فسيحة بمجمع فندقي على ساحل البحر الأحمر وقريبة من منتجع الجولف، وتخفيها عن عرض الشارع جدران يصل علوها إلى 30 قدما. ويوجد في شرم الشيخ ما يقرب من 200 فندق ومنتجع كثير منها يملكه الأصدقاء المقربون لمبارك ومن يثق بهم. وتركز التحقيقات الآن على علاقة مبارك بالمستثمرين في شرم الشيخ خاصة حسين سالم، الجاسوس المصري الذي تحول إلى رجل أعمال في أوائل الثمانينيات وأصبح واحدا من أقرب الأصدقاء لمبارك. ويشتهر سالم بلقب الأب الروحي لشرم الشيخ بسبب استثماراته المبكرة في الفنادق وتطوير الإسكان في جنوبسيناء. لقد ترك مبارك ثروته في شرم الشيخ.. وذهب. * كاتب بمجلة «نيوزويك» الأمريكية