عزيزي القارئ: إن كنت لا تعلم عن هذا المقهى فأنت محظوظ جدا حتى لا تشعر «بالغبن». «مقهى الشورى» هو مكان تدخل فيه «البشوت» قبل أصحابها، تتم فيه جلسات ثلاثة أرباعها سرية توهمك بأنهم يتشاورون في أمور ممنوعة! توصيات هذا المقهى تناقش ما لا يهم المواطن بالدرجة الأولى أو ما يتطلبه منهم ومن هذه التوصيات، ولم تفد بقية المواطنين بخارجه كثيرا. فعلى سبيل المثال: طرح موضوع زيادة المكافأة الجامعية لطالب يدرس بالرياض مغتربا عن أهله في الشمال يسكن بإيجار ولا دخل له سوى هذه المكافأة، أو لطالبة تعول أهلها وتسدد فواتير المنزل وتدخر جزءا منها لشراء كتب أو عمل بحوث، أو لطالب يعتبره والده «الشايب» رجلا يعتمد على نفسه في شهر كامل بمبلغ ألف ريال، تذهب مع الريح في أول يومين، حينها أو في أمور مشابهة يحتاج إليها المواطنون تجد الرفض من أصحاب البشوت وكأنهم سيدفعون تلك الزيادة من جيوبهم أو سيأمرون بدفع «القطة» للمواطنين! وفي ناحية أخرى هناك المخالفات وقسائم المرور وكل ما يقصم ظهر المواطن فما ترى سوى التأييد، والتصويت السريع أيضا؟ رواد هذا المقهى: إن أردتم حقا تطبيق سنة الرسول صلى الله علية وسلم في الشورى، فاعملوا بمنهجية أفضل لأجل المواطنين، ناقشوا ما يريدون، اتركوا الوجاهة وتواضعوا لهمومهم، ركزوا النظر في هموم الشباب، والفتيات، الوطن بأكمله لديه مطالب أهم مما بين أيديكم، فإن كنتم لا تستطيعون فاتركوا المقعد لخليف من الشباب يعلم ما يرغبون وما يعانون، ويدرك أولوياتهم، لا يتعامل بمبدأ «خذ وخل» ويعلم تمام العلم أن الوطن ليس كله من الطبقة المخملية.. كما أنتم.