ظللت قرابة السبع والعشرين دقيقة على سماعة الهاتف بانتظار أن يجود علي أحد موظفي الخطوط السعودية بالرد لأتمكن من تغيير مسار سفري «الاضطراري».. حتى أصابني اليأس وأغلقت السماعة دون أن يجيبني أحد، على الرغم من أن المجيب الآلي أكد لي أن عملية الرد لن تستغرق أكثر من عشر دقائق التي استكثرتها في بداية الأمر، ولم أكن أدرك أنني سأغلق بعد الدقيقة السابعة والعشرين دون إجابة!.. أخذت ترن في أذني الجملة الترحيبية الآلية التي لطالما أضحكتني في بداية كل رحلة، فالخطوط السعودية التي تشكرنا على اختيارها! تتغاضى عن اضطرارنا وليس اختيارنا لها.. فلا مناص من اختيارها هي أو خطوط «ناس» في الرحلات الداخلية.. مثلما قالوا «قال صفوا صفين، قالوا إحنا اثنين».. أظن أنه من غير المنطقي أن ينتظر عملاء الخطوط السعودية قرابة نصف ساعة على سماعة الهاتف لتغيير مسار رحلة داخلية!.. فالخطوط السعودية كانت هي الخطوط الوحيدة بالمملكة حتى قبل بضعة أعوام، كما أنها مازالت تمثل الخطوط الرسمية السعودية.. أي أنها واجهتنا الجوية!.. والمؤلم في الأمر أن حادثة الانتظار بلا فائدة هذه ليست الوحيدة وليست البعيدة، فقبل فترة بسيطة ركبت في مقعد وحيد انتزع المقعد المجاور له لسبب ما لم أعرفه.. وفي رحلة قريبة أيضا تأخر إقلاع الرحلة لقرابة عشر دقائق لأن راكبة كانت تحمل بطاقة صعود طائرة برقم مقعد لا وجود له ولم يسعفها سوى تخلف أحد الركاب عن الرحلة لتحل مكانه.. هذا بغض النظر عن ساعات التأخير الطويلة التي نضطر لتحملها في المطارات بين الحين والآخر وذلك نظرا لعدم دقة مواعيد الرحلات.. لا أظن أن الخطوط السعودية ستظل على هذه الحال لو استحدثت بعض شركات الخطوط الجوية، وأصبحت في بلادنا عدة خطوط جوية نختار السفر عليها ولا نضطر لها!...