تعودنا أن الكثير من الأزواج يجدون بعض الصعوبة في اختيار أسماء لأبنائهم، فحين تنجب الأم مولودا جديدا نجد صراعا داخليا بين أفراد الأسرة في اختيار اسم لهذا المولود، لكنهم لم يدركوا أن ثمة مأزقا أكبر، ربما وقع فيه الكثير من «شيباننا»، وهو أن بعض موظفي إدارة الأحوال المدنية، لا يجيدون الإملاء والكتابة بشكل صحيح، وبالتالي نجد الأسماء مشوهة، ومضحكة، ومليئة بالحركات، فأكثر ما تستطيع قوله حينما تجد اسما بهذا الشكل أن تقول «اسمك حركات» على غرار « كلك حركات»!. فعلى سبيل المثال أعرف فتاة تدعى «ثريا»، كتب اسمها لدى الأحوال المدنية ب «ثرياء»، حتى صار إخوتها حينما يريدون إغاظتها ينادونها «ثرياء» مع فتح الفم وكأن الشخص يريد الاستفراغ، هذه ليست مشكلة، فربما مع مرور الزمن يستطيع الإنسان أن يتصالح مع التندر و«التريقة»، لكن أن يكون هذا الخطأ الفادح سببا في تعطل مصالحك، فهذا ما يؤلم، يحكي أحد الزملاء يقول إن خاله تقاعد أخيرا، وقد كتب اسمه في البطاقة «فقهي»، بدلا من «فقيهي»، ولأجل هذه الياء الساقطة سهوا، أو جهلا، «تمرمط» في مطاردة هذه المعاملة، وبقي ما يقارب من أربعة أشهر لم يستلم مستحقاته، ولم ينته من معاملة التقاعد، وكل ذلك لأجل خطأ موظف لا يجيد الإملاء! يجب على وزارة الداخلية أن تأخذ في الحسبان مثل هذا الأمر، وأن تضع إدارة الأحوال المدنية موظفين يجيدون القراءة والكتابة بشكل صحيح في أماكن تسجيل المواليد، لأنه من غير المنطقي أن يكتب أحد الموظفين اسم ابني بشكل خاطئ، وإذا أردت أن أغير هذا الخطأ أطارد معاملة لأكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر، وينبغي علينا نحن المواطنين أن ندقق في أسماء أطفالنا حينما نستلم شهادة الميلاد المؤقتة من موظف الأحوال المدنية، لأنه ليس كل موظفي الأحوال المدنية مثل المدققين اللغويين في هذه الجريدة، فاحفظوا أبناءكم يحفظكم الله!