اعترف وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، بأن لدى بعض مديري الجامعات السعودية صلاحيات تفوق صلاحيات الوزير نفسه في إدارة العمل ووضع الخطط والاستراتيجيات، مؤكدا تمتع الكثير من الجامعات بالاستقلالية والصلاحيات الكاملة. ويأتي ذلك بعد أسبوع من دعوة وزير التعليم الأسبق الدكتور محمد الرشيد باستقلالية الجامعات السعودية، وأن تقوم كل جامعة بعملها دون الارتباط بوزارة، وقال في حديث صحفي: «ما دامت جامعاتنا السعودية مرتبطة بوزارة فإن في ذلك حدا لنشاطها، وجمودا لحركتها، وإشارة إلى عدم الثقة بها». وأكد العنقري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في الوزارة بعد ظهر أمس، وسلط من خلاله الضوء على المعرض والمؤتمر الدولي الثاني للتعليم العالي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي بعد غد، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن عدد المتسربين من المبتعثين قليل جدا قياسا بالمتسربين من الجامعات سواء المحلية أو العالمية «التسرب من الابتعاث يكون عادة بسبب ظروف خاصة في الغالب أو أنهم من الدارسين على حسابهم الخاص ممن ألحقوا بالبعثات». وفضل عدم استخدام كلمة «الفشل»، وأضاف «أي مبتعث لم يعد إلا وقد حصل على فائدة، وأقلها اللغة والاطلاع على ثقافة بلد الابتعاث». وأوضح وزير التعليم العالي أن المملكة فيها أكثر من سبعة ملايين أجنبي، وأن 300 ألف منهم يحتلون نفس الوظائف التي ابتعث عليها الطلاب والطالبات، وبالتالي عند عودتهم سيتم إحلالهم فيها خصوصا أنهم عادوا متسلحين بالعلم من أفضل الجامعات العالمية. ولفت إلى أن الوزارة في تنسيق دائم مع قطاعات التوظيف في المملكة لاختيار تخصصات المبتعثين، مؤكدا أن تخصصات جميع المبتعثين توائم سوق العمل، وأن أي طالب يرغب في تغيير تخصصه لا يتم إلا بعد موافقة الوزارة. وكشف العنقري أن المدن الجامعية التي تنشأ الآن في الكثير من محافظات المملكة سيتم النظر في تحويلها إلى جامعات مستقلة إذا اكتملت بنيتها التحتية، مشيرا إلى أن جميع الجامعات تشهد اليوم العديد من مشاريع التطوير والبناء المستمر «الكثير من الجامعات تنشأ فيها مشاريع للإسكان والمستشفيات والإدارات الجامعية»، مؤكدا أن النظرة المستقبلية للوزارة هي النظرة لنوعية الجامعات التي تنشأ «الوطن في حاجة للجامعات التطبيقية لكي يتحقق الهدف من إنشاء هذه الجامعات، وهذا هو الاتجاه الذي نسير عليه». وثمن العنقري للقيادة الدعم الذي يحظى به التعليم العالي، مبديا سعادته بما وجد عليه المبتعثين من تميز خلال زيارته لهم في بلد الابتعاث «عندما زرت الجامعات العالمية ووجدت المبتعثة السعودية وهي تعمل بكل تميز في المعامل والمختبرات وهي متمسكة بحجابها سررت». وعن نتائج الاجتماع مع الملحقين الثقافيين، أوضح أن الاجتماع بحث تحسين وتطوير الخدمات المقدمة للمبتعثين، وإيجاد التعليم المريح للطالب، كما أنه يساعد في سد بعض النقص فيما يقدم من خدمات للطلاب. وقال إن المعرض في نسخته الأولى حقق العديد من الفوائد من توقيع الاتفاقيات وعقود الخدمات والشراكات والمشاريع البحثية، فضلا عن عودة العديد من المشاركين في المعرض بانطباعات حسنة عن المملكة عندما يعودون لجامعاتهم، مبينا أن جميع الجامعات التي شاركت العام الماضي شاركت هذا العام «الوزارة والجامعات ستستفيد من كل ما يطرح بالمعرض والمؤتمر، حيث سيتم رصدها ومن ثم توزيعها على الجامعات بعد تلخيصها لتتم الاستفادة منها، كما سيتم إتاحتها على موقع الوزارة»، داعيا جميع الجامعات وخصوصا الناشئة منها إلى الاستفادة من المعرض والمؤتمر. وذكر العنقري أن تنظيم المعرض هذا العام يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه في دورته الأولى التي عقدت في صفر من العام الماضي، حيث حظي بإقبال كبير من قبل الزوار الذين تجاوز عددهم ربع مليون زائر، أو من قبل الجامعات المشاركة، واتفاقيات التعاون الأكاديمي التي تم توقيعها بين الجامعات السعودية والجامعات العالمية والتي بلغت أكثر من 45 اتفاقية ومذكرة تعاون، إضافة إلى عشرات الندوات وورش العمل التي شارك فيها أكثر من 55 محاضرا من 26 دولة وحظيت كذلك بمشاركة واسعة من قبل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات في الجامعات الحكومية والأهلية. وأشار إلى أن عدد الجامعات والمنظمات الدولية التي ستشارك هذا العام يبلغ 371 جامعة من بينها 65 جامعة مصنفة ضمن أفضل 100 جامعة في العالم، إضافة إلى 58 جامعة وكلية سعودية منها 24 جامعة حكومية و28 جامعة وكلية أهلية وست مؤسسات تعليمية. وأكد العنقري أن هذه الدورة ستشهد مؤتمرا دوليا بعنوان «منظومة الجامعات العالمية الرائدة» يشارك فيه 16 من خبراء وقيادات التعليم العالي العالميين، مضيفا أن المؤتمر سيناقش عددا من المحاور من بينها «التعليم العالي في الاقتصاد المعرفي»، و«التنافس العالمي في التعليم العالي»، و«الاستراتيجيات والهيكلة في مؤسسات التعليم العالي»، بهدف الوصول إلى أفضل السبل لبناء منظومة الجامعات العالمية الرائدة والاطلاع على عدد من التجارب المرموقة في هذا الصعيد