أعلم جيدا أن شعور الإحباط غزا الكثير من البرامج الرياضية بعد ظهور برنامج «الجولة» من جديد، على اعتبار أن هذا البرنامج لا يمنح الكثير من الخيارات والفرص للبرامج المنافسة لكي تغري المشاهد وتجذبه إليها، فهو عندما يبث في وقت ذهبي مثل وقته الحالي يعني استمرار اكتساحه للجميع حتى لو حاول البعض العودة للأرشيف والتجريب بكل الاتجاهات من أجل الحصول على نسبة بسيطة من المشاهدة..! هذا الاكتساح الواضح ل «الجولة».. وتأثيره الكبير على المشهد الرياضي.. لم يكن ضربا من ضروب الصدفة أو الحظ، بل هي نتيجة حتمية ل «الاحترافية» الحقيقية.. التي كان يسير عليها البرنامج من قبل ومن بعد.. فالعمل الإعلامي الاحترافي إذا اكتملت مقوماته، لا يمكن أن يجلب إلا مثل هذه النتائج المذهلة والأرقام المهولة. وفي تصوري الشخصي أن هذا البرنامج الناجح.. وهذه القناة الفتية الطامحة.. باتت تؤثر على المجتمع الرياضي بالشكل الذي جعل الكثيرين ينهون علاقتهم «بالريموت كنترول».. فكل ما تقدمه «لاين سبورت» يعتبر محفزا للمتابعة وعدم الانتقال لأي محطة أخرى. وبالعودة إلى احترافية «الجولة» الظاهرة أمام الملأ التي لمسها جميع متابعي هذا البرنامج.. نجد أن «الفراج» يقدم يوميا رؤى وتصورات تعتبر في غاية العمق.. ولا يمكن أن تأتي إلا من رجل رياضي له خبرته الطويلة وهمه الإصلاحي الذي يسكنه.. الأمر الذي جعله يقدم عصارة تجربته وخلاصة خبرته بهذا الشكل المتقن و «الإبداعي».. ويستطيع أن يسحر المتابعين بهذه الفلسفة الجديدة في وسطنا الإعلامي على اعتبار أنه المذيع الوحيد الذي يقدم وجهة نظره في قالب رائع ويستحق الاحتفاء والإشادة.. إلى جانب حسه الوطني العالي ومحاولته دائما إدارة دفة الحوار مع ضيوفه إلى الحديث المفيد الذي ينعكس إيجابا على رياضتنا. والمتألق وليد الفراج.. هو أنموذج حقيقي للإعلامي الذي تشرب الإعلام من كل جوانبه.. من خلال تعددية الفكر والتدرج الواثق الذي كان عليه منذ أن كان في «المطبخ الصحفي».. وهذا الأخير في اعتقادي هو الذي يشكل الوعي الإعلامي الحقيقي.. ويعتبر من أهم المحطات التي تكسب الإعلامي توهجه ونظرته الشمولية للوسط الإعلامي.. وهذا هو سر نجاح «الفراج» والجولة ولاين سبورت..!